الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي مدمن على دردشة النت، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني منذ أربعة أشهر من مشاكل مع زوجي بسبب الدردشة على النت، ولا أعرف كيف أستطيع مساعدته لتركها، وترك السهر عليها، حتى إنه يسهر إلى الفجر أحياناً، وهو إنسان مؤمن وجيد في عمله.

وشكراً.






الإجابــة

الأخت الفاضلة..... حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فلقد اطلعت على رسالتك ووجدتها فعلاً جديرة باهتمامك؛ لأنها تتعلق بشخص عزيز عليك وهو زوجك، وتتعلق بأهم شيء يملكه وهو وقته، ومما آثار عجبي واستغرابي: دعواك بأن زوجك مؤمن وجيد في عمله، واسمحي لي بداية أن أبدأ الحديث معه أولاً، فأقول:
أخي الفاضل: أسأل الله تعالى أن تكون من الذين يقضون هذه الساعات في طاعة الله والدعوة إليه، ومساهمتك في نصرة الإسلام وحسن عرضه على المطلعين على هذه الشبكة الخطيرة؛ لأني لا أظن أبداً أن مثلك يضيع وقته في اللهو والعبث، خاصةً وأنه لا بد أن تكون قد عرفت أهمية الوقت في حياة المسلم، ومدى مسئوليتك عنه يوم القيامة، إلا أني أقول: حتى وإن كنت تقضي وقتك مع الإنترنت في خدمة الدعوة، فلا ينبغي لك أن تنسى حق أهلك الذي سائلك عنه المولى يوم القيامة، كما لا تنس حق نفسك وبدنك، فإن لبدنك عليك حقاً، خاصةً وأنك رجل موفق في عملك كما تذكر زوجتك؛ لأن السهر إلى هذه الأوقات المتأخرة مما يرهق البدن ويضعفه مع الأيام؛ لأن الله جعل الليل لباساً والنهار معاشاً.

أما إذا كنت تضيع وقتك في غير طاعة الله كما يفعل بعض اللاهين الغافلين من المسلمين، فقل لي بربك: ماذا أنت قائل لله يوم القيامة عن تلك الساعات التي ضاعت من عمرك في معصيته؟! أنسيت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به)، وهل ترضى -أخي الفاضل- أن تنشغل عنك زوجتك بمثل هذه الأشياء.

أخي: إني أوصيك بتقوى الله وعدم إضاعة عمرك في غير ما فائدة، ناهيك أن يكون حراماً، ومثلك لا يفعل هذا لما عرفته عنك من دينك وصلاحك واستقامتك .

أما إليك -أختي الكريمة- فأوصيك:
أولاً: بالدعاء لزوجك أن يصرف الله عنه هذا التعلق الزائد بالإنترنت، وعليك بتذكيره قدر الاستطاعة بأهمية الوقت، وإن الله سائله عنه يوم القيامة، وعليك بالصبر عليه؛ لأنه في أمس الحاجة إليك.

سائلاً الله تعالى أن يصرف عن زوجك هذا التعلق، وأن يعينه على حفظ وقته حتى لا يندم يوم القيامة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المجروحه

    دعواتكم لي بالزوج الصالح والستر والعفاف عاجلاً غير آجل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً