الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاقة الزنجبيل بعلاج الصدفية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل للزنجبيل علاقة في علاج الصدفية؟!

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن هناك ملايين المواد التي خلقها الله سبحانه وتعالى على سطح الكرة الأرضية، والتي تعتبر من الرزق الذي يجب على الإنسان السعي إلى استكشاف فوائده القريبة أو البعيدة، ويمكن لأي مجرب أن يقول: جربت كذا على كذا فكانت النتائج كذا، وهذا كلام عام لا يؤخذ به في المنهج العلمي؛ لأن هناك حداً أدنى من المتطلبات التي ينبغي أن تتوفر في أي بحث حتى تعمم نتائجه.

إن أي تجربة محدودة تكون نتائجها أقل دقة من التجارب العامة الشاملة، والتي تشمل عدداً أكبر من الباحثين، ويتم تجريبها بشكل حيادي على عدد كبير من المتطوعين.

من خلال عملنا في السلك الطبي منذ عقود واستعمالنا للأدوية الصيدلانية المرخصة والتي تم تجريبها في مخابر دولية وخضعت لشروط التجريب والترخيص؛ نجد أنفسنا أقدر على التعامل مع الأدوية المرخصة من أن نتعامل مع الأدوية أو الأطعمة أو الأعشاب أو النباتات التي لا يوجد قول فصل متفق عليه بين الناس أو حتى بين العلماء.

أما مادة الزنجبيل فإنها على حد علمي لم تدخل في تركيبة أي من المواد المستعملة في علاج الصدفية، وهي سواء أكانت مفيدة أم غير مفيدة، فإن الأمر يحتاج إلى توثيق وإلى تجارب شاملة وفق معايير خاصة في مراكز موثوقة، وبعدها يتم اتخاذ القرار بأن هذه المادة أو تلك قد تم تجريبها على عدد كبير من المرضى بالطريقة الفلانية والجرعة الفلانية للمرض الفلاني للمدة الفلانية، وكانت نتائجها كذا وآثارها كذا، وكانت نسبة التحسن هي كذا عند النسبة الفلانية من المرضى وهكذا.

لا يوجد حتى الآن دواء مثالي للصدفية يحسنها (100%) عند جميع الناس، لذلك علينا أن نكون واقعيين وعلميين، وأن لا نعتمد نتائج جزئية ونعممها، ولا يوجد حتى الآن - حسب علمي - أبحاث كافية تدعم فائدة أو ضرر الزنجبيل في الصدفية، ولكن يوجد من يقول بأن تناول الزنجبيل لمريض الصدفية الذي يخضع للعلاج الضوئي الكيميائي له تأثير مخفف للشعور بالغثيان أو القيء الناتج عن العلاج الضوئي الكيميائي.

هناك وريقات معدودة عن الزنجبيل وفوائده المتعددة، والتي تذكر العديد أو الكثير من الاستطبابات، ولكن أغلبها قائم على التقاليد، وقليل منها على النظريات، وهناك من ينصح باستعماله موضعياً على البقع الصدفية ولكن ذلك لا يصل إلى درجة العلاج المرخص بشكل عام، وهناك من يصف الزنجبيل على شكل مغاطس، ولكن ذلك لا يخلو من احتمال التعرض لالتهاب الجلد الضوئي النباتي الكيميائي (فوتو فايتو).

خلاصة القول هو: أننا لا نستطيع أن ننصح أو أن نرخص باستعماله، أو حتى نستعمله دون أن يكون هناك دراسات كافية وافية تبين السلامة أولاً والفائدة ثانياً؛ ضمن منهج علمي يعتمد على عدد كبير من المرضى، وتحت إشراف أطباء حياديين، والأفضل أن يخضع ذلك إلى المعايير المتبعة في كل الأدوية المرخصة عالمياً أو حتى الأعشاب؛ فليس كل ما يقال صحيح إلى أن يوثق سواء بالفائدة أو الضرر، ونحن في مركزنا الطبي المرموق لم نستخدم الزنجبيل في الصدفية على الرغم من الحالات الكثيرة التي عندنا والنتائج الطيبة التي وصلنا إليها، وليست عندنا إحصائيات كافية للجزم بفائدة أو ضرر استعمال الزنجبيل في الصدفية.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً