الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بين الحنين للأوطان والصبر على مرارة الغربة لطلب العلم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب سوري أدرس الطب بتركيا هي أول سنة، وعندي دراسة لغة تحضير؛ الجامعة من أفضل الجامعات وأقواها، ولكنني أشعر بالغربة كثيراً، وأحياناً أفكر بترك الجامعة لكي أذهب إلى والدتي وأهلي وأعمل بدلاً من الدراسة، أرى كل الطلاب هنا يصبرون على الغربة إلا أنا!

أحياناً عندما أسمع درساً إسلامياً أشعر بالحماس وبأنني سوف أصبح طبيباً أنفع الإسلام وأقدم له، ولكن عندما أشعر بالحنين إلى بلدي أكره كل شيء حولي وأفكر بالعودة كثيراً.

فأرجوكم ساعدوني وانصحوني، أرجع إلى سوريا وإلا أكمل الدراسة؟ لكن والله حالتي تعبانة طول اليوم هم وغم وبكاء!

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شاب مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ندعوك للصبر وسوف تتغير الأوضاع بعد فترة بسيطة فاشغل نفسك بدراستك بعد طاعته وعبادتك لربك، وقد أسعدني تأثير الشريط الإسلامي عليك، فاحرص على السماع واشغل نفسك بالخير قبل أن تشغلك بالباطل والشر.

واعلم أنك لست أول من بكى لفراق أهله، ولكن هذه هي الحياة التي نجتمع فيها ونفترق.

ولا يخفى عليك أن أهلك سوف يكونون سعداء بصبرك وإكمالك للدراسة وسوف تندم جداً مستقبلاً إذا فكرت في ترك الدراسة، ومن طلب العلا سهر الليالي وهجر الأهل والأوطان، وهكذا كان حرص السلف على الهجرة في طلب العلم، وحدثت لهم في ذلك مواقف عظيمة ولم يكن سفرهم بالسيارات أو الطائرات، ولا كان المال والطعام متوفراً لهم، وربما جلس بعضهم الأيام لا يجد سوى الماء.

وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام.

ولذلك فنحن ننصحك بعدم التفكير في ترك الجامعة بعد أن وفقك الله للدراسة، وابحث عن أصدقاء صالحين ليكونوا عوناً لك على كل خير، والإنسان مدنيٌ بطبعه لا يستطيع أن يعيش وحده، وسوف تبكي عند فراق أصدقائك، وهكذا الإنسان يبكي لفراق أهله ثم يبكي عند العودة لأهله حزناً على فراق الأصدقاء وقد أحسن من قال:

لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله * * * لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبكثرة اللجوء إليه والانشغال بذكره وشكره وحسن عبادته، ونوصيك بالحرص على التفوق في دراستك وتصحيح نية الطلب، ونسأل الله أن ينفع بك بلادك والعباد.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية عبدالوارث احمد عبدالله

    لقد قرءت كلامك وشعرت وكانني انا انت ,جاء لي هذا الشعور اليوم هو اول يوم مضى على وصولي , وكنت ابحث عن شي يريحني ويهدى اعصابي , لكن ما في معي لا صديق ولا رفيق اشكوى له همي
    فأذن الموذن وذهبت اصلي واقراء القران واذا بي ابكي من دون ارادتي وحينها ارتحت وصرت افضل , واقنعت نفسي بان الرجوع للاهل والوطن ليس حلا , انما هو هدم لمستقبلك , اذا انت مومن بالقدر فعلم ان سفرك هذا مكتوب لك من الله وهو لصالحك وسترى النتيجة بعد ان تكمل ما اغتربت من اجلة . سوء اغتربت من اجل الدراسه او العمل .ما في احد يريد يفارق اهلة واحبائه ولكن هذا قدر محتوم ولابد ان نرضي به , ولكي تحس انك افضل من غيرك . فكيف لوكان لديك زوجة واولاد سيكون فراقهم اصعب وامر. لذا كن مع الله بنية صادقة وصلي واقراء القران . ينجلي همك وتطمئن نفسك ,والله يكون في عونك وعون كل مغترب ,هذه سنة الحياة تعب وشقاء ومن صبر وتحمل نال مراده وعاش بقية حياتة مرتاح بين اهلة واحبائة والسلام ختام ....

  • أستراليا الصابرون

    اصبر يا اخي فالله المستعان وكلنا نعاني من الغرب وحشه لاهل ولا صحاب لكن في سبيل العلم والنجاح يهون كل اشي .والله اني اعرف ما تحس بيه لان املك نفس الشعور لكن ما باليد حيله الرجوع للاهل بالشهادة هوالمنال اسال الله العضيم ان يوفق الجميع

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً