الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدام اهتمام الزوج بأسرته وكيفية معالجة ذلك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو أن تفيدوني، أنا متزوجة منذ تسع سنوات، والحمد لله أنجبت بنتين، مشكلتي أن زوجي لا يشاركني أنا وبناتي اهتماماتنا، فلدينا حياتنا واهتماماتنا ولديه حياته واهتماماته، ملخص يومه هو النوم بالنهار والسهر بالليل، وأنا لا أحب هذا، وأعوّد بناتي على قضاء يومهم طبيعياً والنوم بالليل، علماً بأني لدي عملي، وبعد الانتهاء منه أقضي يومي طبيعياً أنا والأبناء، في بداية الزواج لم يعجبني أسلوب حياته لكنه لا يتغير، فتركته لعدم حدوث مشاكل بيننا، وتعودت على هذا الوضع، ولكن أحس بعدم ارتباط الأبناء بالأب، أي أصبحنا غير مرتبطين به، وأشعر أن هذا أيضاً خارج اهتماماته ولا يسبب مشكلة له، علماً بأني أيضاً أصبحت حريصة في كلامي معه؛ لأنه خلال التسع سنوات دائماً يقول ما أتحدث معه به أمام أي شخص من العائلة أو من خارج محيط العائلة.

آسفة على طول الرسالة، وجزاكم الله خيراً على مشاركتكم لنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله لك في بنتيك وأصلح لك زوجك، وأهلاً ومرحباً بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، وستجدين فينا إن شاء الله الآباء والإخوة الناصحين.

أما ما تعانينه من عدم مشاركة زوجك لك ولبناتك في حياتكم اليومية، فمع كونه أمراً مزعجاً، إلا أنه أمر يمكن مداواته إذا صبرت وأخذت بالأسباب، وأهم ما نرشدك إليه في هذا المقام:

1-حاولي حسن التجمل له بقدر الاستطاعة، وأظهري له حبك له وتعلقك به بالكلام المعسول، ومدحه وإظهار رضاك عنه، ونحو ذلك، ولو كان هذا لوقت يسير من الليل أو النهار، دون أن تصلي معه إلى حد الإملال والإكثار.

2- جددي بيتك بإعادة ترتيب الأشياء فيه، بحيث يشعر أن هناك ما يشد انتباهه.

3- اطلبي منه أن يصحبك وبناتك لبعض الأمور المهمة، كالذهاب للمستشفى، وهنا ينبغي أن تتحدثي إليه عن حاجة المرأة إلى الرجل بجانبها وحاجة الأطفال إلى أبيهم.

4- استغلي وجود البنات بأن تطلبي منهن الجلوس إلى الأب ليحدثنه عن أمورهن ودراستهن، ويطلبن منه أن يحدثهن، والأطفال عادة لهم قدرة على كثرة الأسئلة واستخراج الحديث من الكبار.

5- ننصحك بترك هذا التحفظ الذي ذكرت، فإنه سبب لمزيد من الجفوة والبعد، فينبغي أن تكثري من الحديث مع زوجك، ولا بأس أن تكتمي ما ترين إخراجه مضراً.

6- حاولي بقدر الاستطاعة ربط زوجك برفقة طيبة، فتطلبين من أقاربك زيارته وتذكيره بصلاة الجماعة وحضور خطبة الجمعة، ونحو ذلك من العبادات التي من شأنها أن تكون سباً في إصلاحه.

7- من المستحسن أن تطلبي منه يذهب معك لزيارة والديه، والجلوس معهما وتبادل الحديث، مع تفننك في إظهار احترامه أمامهما، واهتمامك به وبهما، فكل هذا من شأنه أن يضيق هذه الفجوة بينكما.

8- أكثري من دعاء الله تعالى أن يصلحك ويصلح زوجك وهذا خير علاج.

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً