الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلق شاب بفتاة مع رفضها قبول الزواج به

السؤال

قصتي عجيبة وفيها كل العجب، أنا شاب أحببت فتاة منذ كانت في الثانوية وأنا أكبر منها بعامين أو ثلاثة، فحاولت نسيانها، ولكن لم أستطع، والله إني حاولت بكل الوسائل، وهي من أحسن الفتيات أدباً وكل شيء، ولكني لم أحاول التقدم لها في ذلك الوقت من أجل مستقبلها ولم أكن إلا فتىً صغيراً، ولما كبرت بعد أربع سنوات وأنا أذكرها في كل وقت تقدمت لها، لكن للأسف رفضتني أكثر من ثلاث مرات؟ والآن أنا أعيش في عذاب نفسي، وعاطفي رهيب للأسف فما الحل؟ والله المستعان.

الإجابــة

الأخ الفاضل/ نصر                  حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
لقد اطلعت على رسالتك وأدركت مدى حزنك وكآبتك وكان الله في عونك، فإن الصدمات العاطفية فعلاً تعتبر من الصدمات العظيمة التي تفقد الإنسان صوابه، ورغم ذلك أقول لك أخي نصر:
أحمد الله على أن المصيبة قد وقعت وأنها لم تكن أكبر مما كانت عليه -وإن شاء الله- سوف تتخطاها وتمر بسلام كغيرها من المشاكل والعقبات التي يذللها الله بالدعاء والصبر والتوكل، ولا يخفى عليك أن الأمر كله لله وحده أنه هو الذي قسم الأرزاق وحدد لكل واحد في هذه الحياة الدنيا نصيبه من المال والولد حتى الزوجة هي من قسمة الله، فإذا كان لك فيها نصيب قدره الله لك فسوف تصل إليها وستكون من نصيبك لا محالة، ولذلك أوصيك بالدعاء والتضرع أن يجعلها الله من نصيبك وحاول مرة أخرى لعل الله أن يفتح لك هذا القلب الذي انصرف عنك؛ لأن مفاتيح القلوب بيد الله وحده، فحاول أن تقوم شيئاً من الليل أو تصوم وتدعوا الله أن يرزقك إياها مادمت تحبها وفيها المواصفات الشرعية التي وردت بالسنة .
وإذا لم يكن لك فيها نصيب فلا تيأس لعلها في الظاهر تصلح لك ولكن في حقيقة الأمر ليست كذلك، فسلم أمرك لله وابحث عن غيرها، واستعن بالله ولا تنسى قوله الله تعالى ((وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ))[البقرة:216].
واعلم أن قدر الله كل خير للمسلم فما عليك إلا الأخذ بالأسباب: أما النتائج فدعها لله وحده وهو أرحم بك من أمك التي ولدتك، والله أسأل أن يرزقك إياها أن كان فيها خيراً لك وأن يرزقك خيراً منها أن فيها شراً لك أنه جواد كريم .
الشيخ موافي عزب.
---------
بعد استشارة الطبيب النفسي أفاد بالتالي:
الحل أخي أن تنساها وتتركها وسوف يعوضك الله خيراً منها حيث إنها ما دامت قد رفضتك فهي ليست بكل الصفات النبيلة التي ذكرتها، كما أن نوعية هذا الالتصاق العاطفي ربما يدل على أن شخصيتك ليست مكتملة الأبعاد من الناحية الوجدانية، عليك أخي أن توجه طاقاتك إلى ما هو أفضل وأجدى مثل تنشيط علاقاتك الاجتماعية القراءات والاطلاعات المفيدة والبحث عن امرأة أخرى وحتى لو فشلت للمرة الثانية أوالثالثة هذا لا يدل على سوء الطالع فلا أنت ولا نحن نعرف أين يوجد الخير.
((وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ))[البقرة:216].
د. محمد عبد العليم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر أحمد محمود

    أرجو التصحيح الإملائي لإجابة السؤال وجزاكم الله خيرا

  • djiad

    بارك الله فيك يا أخي انا ايضا عندي نفس القصة مع العلم انها ي هي من طلبت

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً