الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني يتكاسل عن الذهاب للمسجد ووالده لا يأمره!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أستاذي الفاضل: لدي ابن هو الثالث في العائلة (بعد ابنتين) في الصف الأول الثانوي، يصلي الأوقات المفروضة، ولكنه يتكاسل جداً عن الذهاب للمسجد، وكلما طلبت منه ذلك يقول لي: أنا أصلي في البيت، ولكني أحب أن أرى ابني متعلقاً قلبه بالمساجد حتى يظله الله يوم لا ظل إلا ظله، وأخاف عليه من فتن هذه الأيام، ولذلك ألجأ لأي طريقة ليحافظ على صلاته وخاصة في المسجد لتكون حافظاً له من كل فتن وشر، كما أنه متعلق بالألعاب الإلكترونية (البلاي ستيشن) في أوقات العطل والإجازات، واضطررت لشرائها له لأنه لا يخرج من البيت إلا مرة في الأسبوع أو الأسبوعين (أيام الدراسة) مع أصدقائه ليشاهدوا فيلماً في السينما أو للعشاء.

فأرجوك يا أستاذي الفاضل أن تدلني على طريقة أحبب إليه المسجد، مع العلم أنه متفوق دراسياً وليس له أية مشاكل ولله الحمد، وبيتنا الحمد لله خال من المشاكل العائلية وهادئ وتسوده المحبة، ووالده لا يريد أن يجبره ويقول لي: أصبح ولدنا رجلاً عاقلاً يعرف ما ينفعه فدعيه، ويذهب هو للصلاة ولا يطلب منه أن يذهب معه، ولكن قلبي يؤلمني عليه فماذا أفعل؟

أرجو أن ينال سؤالي هذا عنايتكم وشرحكم الوافي، والله من غيرتي على ديني ينحرق دمي وأقول لابني: لو كان في المسجد الصغير الذي بجوار بيتنا مكاناً للنساء لما صليت في البيت؛ لما للصلاة في المسجد من فضل وثواب.

شاكرة لكم جهدكم جعله الله في ميزان حسناتكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت الإسلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أسعدتني هذه الاستشارة التي تدل على حرصك على الخير، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح الذرية، وأن يجمعنا مع رسولنا خير البرية، وأن يطهر لنا ولكم السريرة والطوية، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يسعدهم أن يكونوا في خدمتكم، ونسأل الله أن يصلح حالنا وأحوالكم.

ولا شك أن محافظة الولد على الصلاة أمر محمود وممدوح، ولكن الكمال والواجب أن يتم أداء الصلاة في المساجد حيث ينادى بها، ونتمنى أن يكون للأب دور في التشجيع، وحبذا لو أخذه معه إلى المسجد، ونحن نخشى عليه سماع كلام الوالد.

ومن هنا فنحن نتمنى أن تتفقوا على خطة موحدة للتوجيه، وأن تعتمدوا أسلوب الحوار والإقناع مع هذا الشاب؛ لأن هذه السن ينفع فيه الحوار.

أما بالنسبة لذهابه مع الأصدقاء فنتمنى أن يكون إلى بيئة طيبة، وأفضل من ذلك إيجاد برامج بديلة يخرج فيها معكم، مع ضرورة أن تشعروه بمكانته وبحاجة أهل المنزل إلى وجوده وخدماته، وأما الوسائل التي سوف تعينك على إرساله للمسجد فهي كما يلي:

1- الدعاء له في السجود وفي السحر.

2- الثناء على ما فيه من الإيجابيات ثم مطالبته بالمزيد.

3- إيقاظه للصلاة برفق ودعاء ولمسات حانية.

4- تقليل وسائل اللهو في المنزل، وعمل برنامج للتعامل مع الأجهزة كالتلفاز والإنترنت، مع ضرورة وضعها في صالات مفتوحة.

5- الاجتهاد في معرفة أسباب عدم رغبته في الذهاب للمسجد، وذلك بأسلوب الحوار الهادئ.

6- اختيار الأوقات المناسبة لنصحه وإرشاده.

7- مطالبة إمام المسجد وخطيب الجمعة بالتعرض لموضوع صلاة الجماعة، وهذا يتطلب تحريض الشباب على الذهاب للمسجد يوم الجمعة في وقت مبكر حتى يستمع للخطبة.

8- الحرص على اللقمة الحلال.

9- تنظيم وقت النوم والترفيه والدراسة.

10- تذكيره بنعم الله عليه، وأن من شكرها الاجتهاد في طاعة الله.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً