الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          2531 - (ع ) : سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون بن [ ص: 455 ] منقذ بن ربيعة بن أصرم بن حرام بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو لحي بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد الخزاعي ، أبو مطرف الكوفي . له صحبة . وخزاعة هم ولد حارثة بن عمرو بن عامر ماء السماء .

                                                                          روى عن : النبي - صلى الله عليه وسلم - ( ع ) ، وعن أبي بن كعب ( د سي ) ، وجبير بن مطعم ( خ م د س ق ) ، والحسن بن علي بن أبي طالب ، وأبيه علي بن أبي طالب .

                                                                          روى عنه : تميم بن سلمة ، وشقير العبدي ، وشمر ، وضبثم الضبي ، وعبد الله بن يسار الجهني ( س ) ، وعدي بن ثابت ( خ م د سي ) ، [ ص: 456 ] وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ( ع ) ، وأبو الضحى مسلم بن صبيح ، ويحيى بن يعمر ( د ) ، وأبو حنيفة والد عبد الأكرم بن أبي حنيفة ( ق ) ، وأبو عبد الله الجدلي .

                                                                          قال أبو عمر بن عبد البر : كان خيرا فاضلا ، له دين وعبادة . كان اسمه في الجاهلية يسارا فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سليمان . سكن الكوفة وابتنى بها دارا في خزاعة ، وكان نزوله بها في أول ما نزلها المسلمون . وكانت له سن عالية وشرف في قومه . وشهد مع علي صفين ، وهو الذي قتل حوشبا ذا ظليم الألهاني بصفين مبارزة ثم اختلط الناس يومئذ . وكان فيمن كتب إلى الحسين بن علي يسأله القدوم إلى الكوفة فلما قدمها ترك القتال معه ، فلما قتل الحسين ندم هو والمسيب بن نجبة الفزاري وجميع من خذله ولم يقاتل معه ، ثم قالوا : ما لنا توبة مما فعلنا إلا أن نقتل أنفسنا في الطلب بدمه ، فخرجوا وعسكروا بالنخيلة وذلك مستهل ربيع الآخر سنة خمس وستين وولوا أمرهم سليمان بن صرد وسموه أمير التوابين ، ثم ساروا إلى عبيد الله بن زياد ، فلقوا مقدمته في أربعة آلاف عليها شرحبيل ابن ذي الكلاع ، فاقتتلوا ، فقتل سليمان بن صرد ، والمسيب بن نجبة بموضع يقال له : عين الوردة . وقيل : إنهم خرجوا إلى الشام في الطلب بدم الحسين فسموا التوابين ، وكانوا أربعة آلاف ، فقتل سليمان بن صرد رماه يزيد بن الحصين بن نمير بسهم فقتله ، وحمل رأسه ورأس المسيب بن نجبة إلى مروان بن الحكم أدهم بن محرز الباهلي ، وكان سليمان يوم قتل ابن ثلاث وتسعين سنة .

                                                                          [ ص: 457 ] وقال غيره : إن ذلك كان سنة سبع وستين ، فالله أعلم .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية