روى عن : أبي أمية إسماعيل بن يعلى الثقفي ، وبكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة الثقفي ، وأبي الأشهب جعفر بن حيان العطاردي ، وحماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، والخليل بن أحمد ، وسفيان بن عيينة ، وسلمة بن بلال ، وسليمان التيمي ، وسليمان بن المغيرة ، وشعبة بن الحجاج ، وعبد الله بن عون ، وعبد الرحمن بن أبي الزناد (مق) ، وعبد الصمد بن شبيب ، وعبد العزيز بن أبي حازم ، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ، وعثمان الشحام ، وعدي بن الفصيل ، وعمر بن أبي زائدة ، والعلاء بن حريز العنبري ، وغسان بن [ ص: 384 ] مضر الأزدي ، وقرة بن خالد السدوسي ، وكثير العابد ، وكيسان مولى هشام بن حسان ، ومالك بن أنس ، والمبارك بن سعيد الثوري ، ومسعر بن كدام ، ومعتمر بن سليمان (قد) ، ونافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ ، وهشام بن سعد المدني ، ويعقوب بن محمد بن طحلاء ، وأبي عمرو بن العلاء المازني .
روى عنه : إبراهيم بن سفيان الزيادي ، وأبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، وأحمد بن عبد الرحمن بن المفضل الحراني ، وأحمد بن عبيد بن ناصح النحوي أبو عصيدة ، وأحمد بن عمر بن بكير النحوي ، وأحمد بن محمد اليزيدي ، وإسحاق بن إبراهيم الموصلي ، وبشر بن موسى الأسدي ، والخضر بن أبان الهاشمي ، ورجاء بن الجارود ، وأبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري ، وسلمة بن عاصم صاحب الفراء ، وأبو داود سليمان بن معبد السنجي ، وأبو حاتم سهل بن محمد السجستاني ، وعباس بن عبد العظيم العنبري (قد) ، وأبو الفضل عباس بن الفرج الرياشي ، وأبو هفان عبد الله بن أحمد بن حرب الشاعر ، وعبد الله بن الحسن بن إبراهيم الأنباري ، وابن أخيه : عبد الرحمن بن عبد الله بن قريب الباهلي ، وعبد الرحمن بن هانئ النحوي ، وأبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ، وأبو وهب علي بن ثابت البصري ، وعلي بن سعيد بن جرير النسائي ، وعلي بن عثام العامري ، وعمر بن شبة بن عبيدة النميري ، وعمرو بن مرزوق الباهلي ، وأبو عبيد القاسم بن سلام (خ د) ، وقعنب بن المحرر الباهلي ، ومحمد بن إدريس الشافعي ، ومات قبله ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ، ومحمد بن [ ص: 385 ] الحسين بن أبي حليمة الأحنفي (ت) ، ومحمد بن عبد الرحمن مولى الأنصار ، وأبو بكر محمد بن عبد الملك بن زنجويه ، ومحمد بن عبيد بن سفيان القرشي ، والد أبي بكر بن أبي الدنيا ، وأبو العيناء محمد بن القاسم بن خلاد ، ومحمد بن مسلم بن وارة الرازي ، ومحمد بن يونس الكديمي ، ومسعود بن بشر المازني ، ونصر بن علي الجهضمي (مق) ، ويحيى بن حبيب بن عربي ، ويحيى بن معين ، ويعقوب بن سفيان الفارسي ، ويعقوب بن شيبة السدوسي .
قال : عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : سمعت الأصمعي يقول : سمع مني مالك بن أنس .
وقال أبو عوانة الإسفرائيني ، عن أبي أمية الطرسوسي : سمعت أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين يثنيان على الأصمعي في السنة ، قال : وسمعت علي بن المديني يثني عليه .
وقال الرياشي ، عن الأصمعي : قال لي شعبة : لو أتفرغ لجئتك .
وقال أيضا : حدث شعبة يوما بحديث قال فيه : " فذوى " [ ص: 386 ] السواك " فقال له رجل حضره : إنما هو " فذوي " فنظر إلي شعبة ، وأومأ بيده ، فقلت له : القول ما تقول فزجر القائل .
وقال أبو سليمان الخطابي ، عن محمد بن يعقوب المتوثي ، عن أحمد بن عمرو الزئبقي ، عن أبيه ، عن الأصمعي ، قال لي شعبة : إني واصفتك لحماد بن سلمة ، وهو يحب أن يراك ، قال : فوعدته يوما فذهبت معه إليه فسلمت عليه فحيا ورحب ، فقال له شعبة : يا أبا سلمة هذا ذاك الفتى الأصمعي الذي ذكرته لك ، قال : فحياني بعد ، وقرب ثم قال لي : كيف تنشد هذا البيت :
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا
فقلتأولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
يعني : بكسر الباء ، فقال لي : انظر جيدا ، فنظرت فقلت : لست أعرف إلا هذا ، فقال يا بني :
" أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا " القوم إنما بنوا المكارم ولم يبنوا باللبن والطين ، قال : فلم أزل هايبا لحماد بن سلمة ، ولزمته بعد ذلك .
قال أبو سليمان الخطابي : قال أبو العباس محمد بن يزيد - يعني المبرد - : واحدتها بنية ، وبنية ، وجمع بنية : بنى مثل : كسرة وكسر ، وجمع بنية بنى مثل ظلمة ، وظلم ، فأما المصدر من بنيت بناء فممدود ، ويشبه أن يكون حماد اختار الضم ، وأنكر الكسر فيها ، لئلا يلتبس بالبناء الذي هو باللبن والطين ، إذ كان من مذهبهم أن يستجيزوا قصر الممدود في الشعر .
[ ص: 387 ] وقال ثعلب ، عن إسحاق بن إبراهيم الموصلي : دخلت على الأصمعي أعوده ، وإذا قمطر فقلت : هذا علمك كله ؟ فقال : إن هذا من حق لكثير .
قال ثعلب : وقيل للأصمعي : كيف حفظت ونسي أصحابك ؟ قال : درست وتركوا .
وقال عمر بن شبة : سمعت الأصمعي يقول : أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة .
وقال أحمد بن عبيد : سمعت ابن الأعرابي قال : شهدت الأصمعي وقد أنشد نحو مائتي بيت ما فيها بيت عرفناه .
وقال الربيع بن سليمان : سمعت الشافعي يقول : ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي .
وقال محمد بن أبي زكير الأسواني : سمعت الشافعي يقول : ما رأيت بذلك العسكر أصدق لهجة من الأصمعي .
وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين : الأصمعي ثقة .
[ ص: 388 ] وقال أبو معين الحسين بن الحسن الرازي : سألت يحيى بن معين ، عن الأصمعي فقال : لم يكن ممن يكذب ، وكان من أعلم الناس في فنه .
وقال أبو عبيد الآجري : سئل أبو داود عن الأصمعي فقال : صدوق .
وقال إبراهيم الحربي : كان أهل البصرة أهل العربية ، منهم أصحاب الأهواء إلا أربعة ، فإنهم كانوا أصحاب سنة ، أبو عمرو بن العلاء ، والخليل بن أحمد ، ويونس بن حبيب ، والأصمعي .
وقال أبو العيناء : قال الجاحظ : كان الأصمعي منانيا ، فقال له العباس بن رستم : لا والله ، ولكن تذكر حين جلست إليه تسأله فجعل يأخذ نعله بيده ، وهي مخصوفة بجريدة ، ويقول : نعم قناع القدري ، نعم قناع القدري ، فعلمت أنه يعنيك فقمت .
وقال أبو داود السنجي : سمعت الأصمعي يقول : إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار " ; لأنه لم يكن يلحن ، فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت عليه .
وقال أيضا : سمعت الأصمعي يقول : من لم يحتمل ذل التعلم ساعة بقي في ذل الجهل أبدا .
[ ص: 389 ] وقال نصر بن علي الجهضمي : سمعت الأصمعي يقول لعفان ، وجعل يعرض عليه شيئا من الحديث : اتق الله يا عفان ، ولا تغير حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بقولي .
قال نصر بن علي : وكان الأصمعي يتقي أن يفسر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يتقي أن يفسر القرآن .
وقال أبو العيناء : سمعت إسحاق الموصلي يقول : لم أر الأصمعي يدعي شيئا من العلم ، فيكون أحد أعلم به منه .
وقال الرياشي : سمعت الأخفش يقول : ما رأينا أحدا أعلم بالشعر من الأصمعي ، وخلف ، فقلت له : فأيهما كان أعلم ؟ فقال : الأصمعي ; لأنه كان معه نحو .
وقال أبو العيناء : حدثني كيسان ، قال : قال لي خلف الأحمر : ويلك الزم الأصمعي ، ودع أبا عبيدة ، فإنه أفرس الرجلين بالشعر .
وقال محمد بن يزيد المبرد : كان أبو زيد الأنصاري صاحب لغة وغريب ونحو ، وكان أكثر من الأصمعي في النحو ، وكان أبو عبيدة أعلم من أبي زيد والأصمعي بالأنساب والأيام والأخبار ، وكان الأصمعي بحرا [ ص: 390 ] في اللغة لا يعرف مثله فيها ، وفي كثرة الرواية ، وكان دون أبي زيد في النحو .
وقال أبو العيناء : أخبرني الدعلجي ، غلام أبي نواس قال : قيل لأبي نواس : قد أشخص أبو عبيدة والأصمعي إلى الرشيد ، فقال : أما أبو عبيدة فإنهم إن مكنوه من سفره قرأ عليهم أخبار الأولين والآخرين ، وأما الأصمعي ، فبلبل يطربهم بنغماته .
وقال أبو العيناء أيضا : قال الأصمعي : دخلت أنا وأبو عبيدة على الفضل بن الربيع فقال : يا أصمعي ، كم كتابك في الخيل ؟ قال : قلت : جلد ، قال : فسأل أبا عبيدة عن ذلك فقال : خمسون جلدا ، قال : فأمر بإحضار الكتابين ، ثم أمر بإحضار فرس ، فقال لأبي عبيدة : اقرأ كتابك حرفا حرفا ، وضع يدك على موضع موضع ، فقال أبو عبيدة : لست أنا ببيطار ، إنما هذا شيء أخذته ، وسمعته من العرب ، وألفته ، فقال لي : يا أصمعي ، قم فضع يدك على موضع موضع من الفرس ، فقمت فحسرت عن ذراعي وساقي ، ثم وثبت فأخذت بأذني الفرس ، ثم وضعت يدي على ناصيته ، فجعلت أقبض منه بشيء شيء ، وأقول : هذا اسمه كذا ، وأنشد فيه حتى بلغ حافره ، قال : فأمر لي بالفرس ، فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيته .
وقال أبو بكر بن دريد : أخبرنا أبو عثمان الأشنانداني قال : كان [ ص: 391 ] أبو عبيدة يقول : كان الأصمعي بخيلا ، فكان يجمع أحاديث البخلاء ، ويتحدث بها ، ويوصي بها ولده .
وقال أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، عن محمد بن سلام الجمحي : كنا مع أبي عبيدة في جنازة ننتظر إخراج الميت ، ونحن بقرب دار الأصمعي ، فارتفعت ضجة من دار الأصمعي ، فبادر الناس ليعرفوا ذلك ، فقال أبو عبيدة : إنما يفعلون هذا عند الخبز ، كذا يفعلون إذا فقدوا رغيفا !
وقال الحارث بن أبي أسامة ، عن يحيى بن حبيب ، عن الأصمعي : بلغت ما بلغت بالعلم ، ونلت ما نلت بالملح .
قال : وقال مصعب الزبيري : قال أبي : الملح يا بني لا يفهمها إلا عقلاء الرجال .
وقال أبو حمزة الأنصاري : قال الأصمعي : رآني أعرابي ، وأنا أطلب العلم ، فقال : يا أخا الحضر عليك بلزوم ما أنت عليه ، فإن العلم زين في المجلس ، وصلة بين الإخوان ، وصاحب في الغربة ، ودليل على المروءة ، ثم أنشأ يقول :
تعلم فليس المرء يخلق عالما وليس أخو علم كمن هو جاهل وإن كبير القوم لا علم عنده
صغير إذا التفت عليه المحافل
وقال أبو العباس المبرد : قال الأصمعي : رآني أعرابي ، وأنا أكتب كل ما يقول ، فقال : ما تدع شيئا إلا نمصته ، أي : نتفته .
[ ص: 392 ] قال : وقال له بعض الأعراب - وقد رآه يكتب كل شيء - :
ما أنت إلا الحفظة تكتب لفظ اللفظة .
قال : وقال له آخر : أنت حتف الكلمة الشرود .
أخبرنا أبو العز الشيباني قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي قال : أخبرنا أبو منصور القزاز قال : أخبرنا أبو بكر بن ثابت الحافظ قال : أنبأنا الحسين بن محمد بن جعفر الرافعي قال : أخبرنا أحمد بن كامل القاضي قال : حدثني أبو العباس أحمد بن يحيى ، عن أحمد بن عمر بن بكير النحوي قال : لما قدم الحسن بن سهل العراق قال : أحب أن أجمع قوما من أهل الأدب فيحضرون بحضرتي في ذاك ، فحضر أبو عبيدة معمر بن المثنى ، والأصمعي ، ونصر بن علي الجهضمي ، وحضرت معهم فابتدأ الحسن فنظر في رقاع كانت بين يديه للناس في حاجاتهم ، ووقع عليها وكانت خمسين رقعة ، ثم أمر فدفعت إلى الخازن ، ثم أقبل علينا ، فقال : قد فعلنا خيرا ، ونظرنا في بعض ما نرجو نفعه من أمور الناس والرعية ، فنأخذ الآن فيما يحتاج إليه ، فأفضنا في ذكر الحفاظ فذكرنا الزهري وقتادة ومررنا ، فالتفت أبو عبيدة فقال : ما الغرض أيها الأمير في ذكر ما مضى ، وإنما نعتمد في قولنا على حكاية عن قوم ونترك ما نحضره هاهنا ، من يقول : إنه ما قرأ كتابا قط ، فاحتاج إلى أن يعود فيه ، ولا دخل قلبه شيء فخرج عنه ! فالتفت الأصمعي ، فقال : إنما يريدني بهذا القول أيها الأمير ، والأمر في ذلك .
[ ص: 393 ] على ما حكى ، وأنا أقرب عليه ; قد نظر الأمير فيما نظر فيه من الرقاع ، وأنا أعيد ما فيها وما وقع به الأمير على رقعة رقعة ، على توالي الرقاع ، قال : فأمر فأحضر الخازن ، وأحضرت الرقاع ، وإذا الخازن قد شكها على توالي نظر الحسن فيها ، فقال الأصمعي : سأل صاحب الرقعة الأولى كذا ، واسمه كذا ، فوقع له بكذا ، والرقعة الثانية والثالثة ، حتى مر في نيف وأربعين رقعة ، فالتفت إليه نصر بن علي فقال : يا أيها الرجل ، ابق على نفسك من العين ، فكف الأصمعي .
قال أبو سعيد السيرافي : قال أبو العيناء : توفي الأصمعي بالبصرة ، وأنا حاضر في سنة ثلاث عشرة ومائتين ، وصلى عليه الفضل بن إسحاق .
قال أبو سعيد : ويقال : مات الأصمعي في سنة ست عشرة أو سبع عشرة ومائتين .
وقال محمد بن يحيى النديم ، عن أبي العيناء : كنا في جنازة الأصمعي سنة خمس عشرة ومائتين ، فذكر حكاية .
وقال خليفة بن خياط : مات سنة خمس عشرة ومائتين .
[ ص: 394 ] وقال أبو موسى محمد بن المثنى والبخاري : مات سنة ست عشرة ومائتين .
وقال محمد بن يونس الكديمي : مات سنة سبع عشرة ومائتين .
وقال الحافظ أبو بكر الخطيب : بلغني أن الأصمعي بلغ ثمانيا وثمانين سنة .
روى له البخاري قوله في تفسير الجزر والوكت ، في آخر باب رفع الأمانة من كتاب الرقاق ، وروى له مسلم في مقدمة كتابه وأبو داود في تفسير أسنان الإبل من " السنن " ، وفي " القدر " ، والترمذي في تفسير حديث أم زرع .


