باب تفسير سورة الأعراف 
 [ ص: 132 ]  [ ص: 133 ] تفسير سورة الأعراف 
الآيتان ( 8 و 9 ) قوله تعالى : 
والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون  ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون  
 942  - حدثنا  سعيد  قال : نا  يزيد بن هارون ،  عن سعيد بن المرزبان  ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط  ، قال : لما بلغ الناس أن أبا بكر  يريد أن يستخلف عمر  قالوا : ماذا يقول لربه إذا لقيه ؟ استخلف علينا فظا غليظا وهو لا يقدر على شيء ! فكيف لو قدر ؟ فبلغ ذلك أبا بكر  فقال : أبربي تخوفوني ؟ أقول : استخلفت خير أهلك . 
ثم أرسل إلى عمر  فقال : إن لله عملا بالليل  [ ص: 134 ] لا يقبله بالنهار ، وعملا بالنهار لا يقبله بالليل ، واعلم أنه لن تقبل نافلة حتى تؤدوا الفريضة ؛ ألم تر أن الله ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم ، وذلك أنه تجاوز عن سيئة حتى يقول القائل : أنى يبلغ عملي هذا ؟ 
ألم تر أن الله حين ذكر أهل النار فذكرهم بأسوأ أعمالهم ، وذلك أنه رد عليهم حسنة فلم تقبل منهم ، حتى يقول القائل : عملي خير من هذا ؟ ألم تر أن الله أنزل الرغبة والرهبة لكي يرهب المؤمن فيعمل وكي يرغب فلا يلقي بيديه إلى التهلكة ؟ 
ألم تر أن من ثقلت موازينه يوم القيامة ثقلت موازينهم باتباعهم الحق وتركهم الباطل ، فثقل ذلك عليهم ، وحق لميزان أن لا يوضع فيه إلا الحق أن يثقل ؟ 
ألم تر أن ما خفت موازين من خفت موازينه إلا باتباعهم الباطل وتركهم الحق ، وحق لميزان أن لا يوضع فيه إلا الباطل أن يخف ؟ 
ثم قال : أما إن حفظت وصيتي لم يكن غائب أحب إليك من الموت ، وأنت لا بد لاقيه ! وإن أنت ضيعت وصيتي لم يكن غائب أبغض إليك من الموت ، ولا تعجزه . 
  [ ص: 135 ] 
				
						
						
