1026  - حدثنا  أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي ،  قال : حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي ،  قال : حدثنا  عبد الله بن وهب ،  قال : حدثنا  يونس بن يزيد  ، عن  ابن شهاب الزهري  ، عن  أنس بن مالك ،  قال : كان  أبو ذر  يحدث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " فرج سقف بيتي وأنا بمكة  ، فنزل جبريل  عليه السلام ، ففرج صدري ، ثم غسله من ماء زمزم ، ثم جاء بطست من ذهب مملوء حكمة وإيمانا ، فأفرغها في صدري ، ثم أطبقه ، ثم أخذ بيدي ، فعرج بي إلى السماء ، فلما جاء السماء الدنيا ، قال : جبريل  لخازن السماء : افتح قال : من هذا ؟ قال : جبريل ،  قال : هل معك أحد ؟ قال : نعم ، محمد  صلى الله عليه وسلم ، قال : أرسل إليه ؟ قال : نعم فافتح ، ففتح قال : فلما علونا السماء الدنيا ، إذا رجل عن يمينه أسودة ، وعن يساره أسودة ، فإذا نظر قبل يمينه ضحك ، وإذا نظر قبل شماله بكى ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح . قال : قلت : يا جبريل  من هذا ؟ قال : هذا آدم  ، وهذه الأسودة عن يمينه ، وعن شماله  [ ص: 1528 ] نسم بنيه ، فأهل اليمين منهم أهل الجنة ، والأسودة عن شماله أهل النار ، فإذا نظر عن يمينه ضحك ، وإذا نظر عن شماله بكى . 
قال : ثم عرج بي جبريل  عليه السلام ، حتى أتينا السماء الثانية ، فقال : لخازنها : افتح ، فقال له خازنها مثل ما قال له خازن سماء الدنيا ، ففتح" . 
قال  أنس :  فذكر أنه وجد في السماوات آدم  ، وإدريس  ، وعيسى  ، وموسى  ، وإبراهيم  عليهم السلام ، ولم يثبت كيف منازلهم ، غير أنه قد ذكر أنه وجد آدم  في سماء الدنيا ، وإبراهيم  في السادسة . 
وقال : فلما مر جبريل  ورسول الله صلى الله عليه وسلم بإدريس  عليه السلام ، قال : مرحبا بالنبي الصالح ، والأخ الصالح ، قال : " ثم مررت . فقلت : من هذا ؟ قال : هذا ، إدريس   . 
قال : ثم مررت بموسى ،  قال : مرحبا بالنبي الصالح ، والأخ الصالح ، قلت : من هذا ؟ قال : هذا موسى ،  قال : ثم مررت بعيسى  ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح ، والأخ الصالح . قلت : من هذا ؟ قال : هذا عيسى .  قال : ثم مررت بإبراهيم  عليه السلام ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح ، والابن الصالح ، قلت : من هذا ؟ قال : هذا إبراهيم  عليه السلام " .  
قال  ابن شهاب :  فأخبرني  ابن حزم  ، أن  ابن عباس  وأبا حبة الأنصاري  كانا يقولان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  "ثم عرج بي حتى ظهرت  [ ص: 1529 ] بمستوى العرش" . 
قال  ابن حزم   وأنس بن مالك :  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  "ففرض الله عز وجل ، على أمتي خمسين صلاة"  قال :  " فرجعت بذلك حتى مررت بموسى  عليه السلام ، فقال : موسى  ، ماذا فرض ربك على أمتك ؟ قال : قلت : "فرض عليهم خمسين صلاة" . قال : موسى  ، راجع ربك ، فإن أمتك لا تطيق ذلك . قال : "فراجعت ربي عز وجل ، فوضع شطرها" قال : فرجعت إلى موسى  ، فأخبرته ، قال : راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك ، قال : "فراجعت ربي عز وجل " ، فقال : " هي خمس ، وهي خمسون ، " لا يبدل القول لدي" ، قال : "فرجعت إلى موسى" ،  قال : راجع ربك ، فقلت : "قد استحييت من ربي عز وجل" . 
قال : "ثم انطلق بي حتى أتى بي سدرة المنتهى ، فغشاها ما غشى من ألوان ما أدري ما هي" ، قال : "ثم أدخلت الجنة ، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ ، وإذا ترابها المسك" .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					