1202  - أخبرنا أبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح العكبري  ، قال : حدثنا  هناد بن السري  ، قال : حدثنا عبدة - يعني : ابن سليمان   - عن  إسماعيل بن  [ ص: 1740 ] أبي خالد ،  عن  زبيد [ اليامي ] ،  قال : لما حضرت  أبا بكر الصديق  رضي الله عنه الوفاة بعث إلى  عمر  رضي الله عنه ليستخلفه ،  فكان مما قال له : "إني موصيك بوصية إن حفظتها إن لله عز وجل حقا عليك في الليل لا يقبله في النهار ، وحقا في النهار لا يقبله في الليل ، وإنه لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة ، وإنها ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا ، وثقله عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلا ، وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل ، وخفته عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفا" . 
ثم قال في آخر وصيته : "فإن حفظت قولي هذا لم يكن غائب أحب إليك من الموت ، ولابد لك منه ، وإن ضيعت قولي لم يكن غائب أبغض إليك من الموت ، ولابد لك منه ولن تعجزه" . 
قال  محمد بن الحسين  رحمه الله : 
لقد حفظ  عمر بن الخطاب  رضي الله عنه ، وصية الله ، ووصية رسوله صلى الله عليه وسلم ، ووصية خليفة رسول الله ، في نفسه وفي رعيته بالحق الذي أمر حتى خرج من  [ ص: 1741 ] الدنيا زاهدا فيها وراغبا في الآخرة ، لم تأخذه في الله لومة لائم ، لا يشك في هذا مؤمن ذاق حلاوة الإيمان . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					