وأوصى الخليفة من بعدي بالأنصار الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم أن يحسن إلى محسنهم ، وأن [ يعفو ] عن مسيئهم .
وأوصى الخليفة من بعدي بالعرب فإنهم مادة الإسلام ، أن تؤخذ صدقاتهم من حقها ، وتوضع في فقرائهم . [ ص: 1927 ]
وأوصي الخليفة من بعدي بذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوفي لهم بعهدهم .
اللهم هل بلغت ، تركت الخليفة بعدي على أنقى من الراحة ، يا عبد الله بن عمر ، اخرج إلى الناس فانظر من قتلني ، قال : يا أمير المؤمنين ، قتلك أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة ، فقال : الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل سجد لله سجدة واحدة .
يا عبد الله بن عمر ، اذهب إلى عائشة رحمها الله فسلها أن تأذن لي أن أدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر .
يا عبد الله ، إن اختلف الناس فكن مع الأكثر ، وإن كانوا ثلاثة وثلاثة ، فكن في الحزب الذي فيه عبد الرحمن بن عوف .
يا عبد الله بن عمر ، ائذن للناس فجعل يدخل عليه المهاجرين والأنصار يسلمون عليه ، ويقول لهم : أعن ملأ منكم كان هذا ؟ فيقولون : معاذ الله ، قال : ودخل في الناس كعب الأحبار ، فلما نظر إليه عمر أنشأ يقول :
وأوعدني كعب ثلاثا أعدها ولا شك أن القول ما قاله كعب وما بي حذار الموت إني لميت
ولكن حذار الذنب يتبعه الذنب
ثم توفي ليلة الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ، قال : فخرجوا به بكرة يوم الأربعاء ، فدفن في بيت عائشة رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه ، وتقدم صهيب فصلى عليه وذكر الحديث بطوله .
[ ص: 1929 ]


