1849  - حدثنا  أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار  ، قال : حدثنا أبو  [ ص: 2370 ] سعيد عبد الله بن شبيب بن خالد   - قدم مكة   - قال : حدثني يحيى بن سليمان بن نضلة الكعبي ،  قال : قال  هارون الرشيد   لمالك بن أنس :  كيف كانت منزلة  أبي بكر   وعمر  رضي الله عنهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟  فقال  مالك   : كقرب قبريهما من قبره بعد وفاته . فقال : شفيتني يا  مالك  ، شفيتني يا  مالك   . 
قال  محمد بن الحسين  رحمه الله : 
فلا الرشيد  بحمد الله أنكر هذا من قول  مالك  ، بل تلقاه من  مالك  بالتصديق والسرور ، ومالك  فقيه الحجاز  أخبر الرشيد  عن دفن  أبي بكر   وعمر  رضي الله عنهما مع النبي صلى الله عليه وسلم بما لا ينكره أحد ، لا شريف ولا غيره . فلله الحمد . 
ولو قال قائل : إن النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم ،  وأبا بكر   وعمر  رضي الله عنهما خلقوا من تربة واحدة لصدق في قوله . 
فإن قال قائل : وما الحجة في ما قلت ؟ 
قيل : روي أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبر فقال : "من هذا ؟" . فقالوا : فلان الحبشي .  [ ص: 2371 ] فقال : "سبحان الله ، سيق من أرضه وسمائه إلى التربة التي خلق منها" . فدل بهذا القول أن الإنسان يدفن في التربة التي خلق منها من الأرض . كذا النبي صلى الله عليه وسلم خلق هو  وأبو بكر   وعمر  من تربة واحدة ، دفنوا ثلاثتهم في تربة واحدة . 
				
						
						
