[ ص: 551 ] الجزء الثالث 
 [ ص: 552 ] بسم الله الرحمن الرحيم 
19 - باب تفريع معرفة الإيمان والإسلام وشرائع الدين  
قال  محمد بن الحسين :  
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والحمد لله على كل حال . 
أما بعد : فاعلموا رحمنا [ الله ] وإياكم أن الله تعالى بعث محمدا  صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة ليقروا بتوحيده  فيقولوا : " لا إله إلا الله ، محمد رسول  [ ص: 553 ] الله " فكان من قال هذا موقنا من قلبه ، وناطقا بلسانه أجزأه ، ومن مات على هذا فإلى الجنة . فلما آمنوا بذلك ، وأخلصوا توحيدهم ؛ فرض عليهم الصلاة بمكة ،  فصدقوا بذلك وآمنوا وصلوا ، ثم فرض عليهم الهجرة ؛ فهاجروا وفارقوا الأهل والوطن ، ثم فرض عليهم بالمدينة  الصيام ؛ فآمنوا وصدقوا وصاموا شهر رمضان ، ثم فرض عليهم الزكاة ؛ فآمنوا وصدقوا وأدوا ذلك كما أمروا ، ثم فرض عليهم الجهاد ؛ فجاهدوا القريب والبعيد وصبروا وصدقوا ، ثم فرض عليهم الحج فحجوا وآمنوا به . 
فلما آمنوا بهذه الفرائض وعملوا بها تصديقا بقلوبهم وقولا بألسنتهم وعملا بجوارحهم قال الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا   ) ثم أعلمهم أنه لا يقبل في الآخرة إلا دين الإسلام  فقال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين   ) وقال تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام   ) . 
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :  " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ،  [ ص: 554 ] وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان ، وحج البيت الحرام من استطاع إليه سبيلا " . 
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم لأمته شرائع الإسلام حالا بعد حال ،  وسنذكر ذلك إن شاء الله . وهذا - رحمكم الله - طريق المسلمين . 
فإن احتج محتج بالأحاديث التي رويت :  ( من قال : لا إله إلا الله دخل الجنة ) . 
 [ ص: 555 ] قيل له : هذه كانت قبل نزول الفرائض على ما تقدم ذكرنا [ له ] ، وهذا قول علماء المسلمين ممن نفعهم الله تعالى بالعلم ، وكانوا أئمة يقتدى بهم ، سوى المرجئة  الذين خرجوا عن جملة ما عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان ، وقول الأئمة الذين لا يستوحش من ذكرهم في كل بلد . 
 [ ص: 556 ] وسنذكر من ذلك ما حضرنا ذكره ، والله الموفق لكل رشاد ، والمعين عليه ، ولا قوة إلا بالله . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					