1033  - ثنا  حميد  قال  أبو عبيد :  وقد ذكرنا ما كان له خاصا من الغنائم في أول الكتاب فإن كانت أرض الزبير  من ذلك ، فهي ملك  [ ص: 628 ] يمين رسول الله - عليه السلام - يعطيها من شاء ، عامرة وغير عامرة لا أعرف لإقطاعه أرضا فيها نخل وشجر وجها غير هذا ، وأما القريات التي جعلها لتميم الداري ،  وهي أرض معمورة بها أهل ، فإنما ذلك على وجه النفل من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن هذا كان قبل أن يفتح الشام  وقبل أن يملكها المسلمون ، فجعلها له نفلا من أموال أهل الحرب إذا ظهر عليها ،  وهذا كفعله بابنة بقيلة  عظيم الحيرة ،  حين سأله إياها الشيباني ،  فجعلها له قبل افتتاح الحيرة  فأمضاها  خالد بن الوليد  حين ظهر عليها ، وقد ذكرنا حديثها في كتاب الصلح وكذلك أمضى  عمر  لتميم  حين افتتح فلسطين ،  ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل تميما  ، وقد عمل  عمر  في السواد مثل هذا ، حين جعل لجرير بن عبد الله  الثلث أو الربع عند توجيهه إياه إلى العراق  ، وقد ذكرنا حديثه في فتح السواد ، وكذلك الأرض التي كتب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ثعلبة الخشني  وهي بأيدي الروم يومئذ ، قصتها كقصة قرى تميم  ، فأما إقطاعه فرات بن حيان العجلي  أرضا باليمامة  فغير هذا ، وذلك أن اليمامة  قد كان بها إسلام على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وقدم وفد بني حنيفة  عليه ، منهم مجاعة بن مرارة ،  والرجال بن عنفوة ،  ومحكم بن الطفيل ،  فأسلموا وأقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم مجاعة  أرضا وكتب له  [ ص: 629 ] كتابا ، وقد ذكرنا حديثه في أول الباب . 
				
						
						
