الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
123 - حدثنا معاذ بن المثنى ، وأبو مسلم الكشي ، قالا : ثنا محمد بن المنهال ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا روح بن القاسم ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما نزلت على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، هذه الآية : ( لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير ) أتوا النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فجثوا على الركب ، فقالوا : لا نطيق ، كلفنا من العمل ما لا نطيق ولا نستطيع ، فأنزل الله ، عز وجل : ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تقولوا كما قال أهل الكتاب : سمعنا وعصينا ، قولوا : ( سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " ، ) فأنزل الله ، عز وجل : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ) ، قال : نعم ( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ) ، قال : قد فعلت . [ ص: 838 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية