235  - حدثنا  علي بن عبد العزيز  ، ثنا محمد بن عبد الله الرقاشي  ، ثنا  عبد الواحد بن زياد  ، عن  سعيد الجريري  ، عن أبي الورد  ، عن ابن أعبد  ، قال : قال  علي بن أبي طالب  ، رضي الله عنه : يا ابن أعبد  ، هل تدري ما حق الطعام إذا طعمت ؟ قلت : وما حقه يا  ابن أبي طالب ؟  قال : أن تقول : بسم الله ، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا ، وهل تدري ما شكره إذا فرغت ؟ قلت : وما شكره ؟ قال : شكره أن تقول : الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا ،  ثم قال : ألا أخبرك عني وعن  فاطمة بنت رسول الله ،  صلى الله عليه وسلم ، كانت من أكرم أهله عليه ، وكانت زوجتي ، فرحت الرحا حتى أثر الرحا بيدها ، واستقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها ، وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها ، فأصابها من ذلك الضر ، قال : وقدم على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، خدم أو سبي ، فقلت لها : لو أتيت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فسألتيه خادما يعينك على ما أنت فيه ، قال : فانطلقت ورجعت ولم تسأله فغدا عليها وكان يفعل ، فقال : " السلام عليكم أأدخل ؟ " قال : ونحن في لفعنا فاستحيينا من مكاننا ، فمكثنا ، فأعاد القول ، فقال : " السلام عليكم أأدخل ؟ " فرهبنا - أو قال : رهبت - أن يعيد الثالثة فنسكت ويسكت ، قال : فقلت : وعليك السلام ادخل ، قال : فدخل فقعد عند رؤوسنا فاستحيت  فاطمة  من مكانها ، فأدخلت رأسها في لفعها  [ ص: 899 ] فقال : " يا  فاطمة ،  إنك جئتني أمس ، فما كانت حاجتك إلي آل محمد ؟ "  فسكتت ، فأعاد عليها فسكتت ، فرهبت أن يعيد الثالثة فتسكت ، فقصصت عليه القصة وأنه بلغها أنه قدم عليك خدم أو سبي فقلت لها : لو أتيت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فسألتيه خادما يعينك على ما أنت فيه ، فانطلقت فاستحيت ، فرجعت ولم تسألك . فقال : " يا  فاطمة ،  اتقي الله ، عز وجل ، واعملي عمل أهلك ، ألا أدلك على ما هو خير من ذلك ، إذا أويت إلى فراشك فسبحي الله ثلاثا وثلاثين ، واحمديه ثلاثا وثلاثين ، وكبريه أربعا وثلاثين " ، فأخرجت رأسها من لفعها وقالت : رضيت عن الله تعالى وعن رسوله ، رضيت عن الله تعالى ورسوله .  
				
						
						
