الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                معلومات الكتاب

                الأشباه والنظائر على مذاهب أبي حنيفة النعمان

                ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

                صفحة جزء
                فائدة : ذكر الأبي من القضاء في شرح مسلم ، 3 - الفرق بين علم القضاء وفقه القضاء ، فرق ما بين الأخص والأعم .

                ففقه القضاء أعم ; لأنه العلم بالأحكام الكلية ، وعلم القضاء الفقه بالأحكام الكلية مع العلم بكيفية تنزيلها على النوازل الواقعة ، ومن هذا المعنى ما ذكره ابن الرفيق ، أن أمير [ ص: 146 ] إفريقية استفتى أسد بن الفرات في دخوله الحمام مع جواريه دون ساتر له ولهن . فأفتاه بالجواز ; لأنهن ملكه . وأجاب أبو محرز بمنع ذلك وقال له : إن جاز للملك النظر إليهن وجاز لهن النظر إليه ، لم يجز لهن نظر بعضهن إلى بعض . فأهمل أسد إعمال النظر في هذه الصورة الجزئية فلم يعتبرها لهن فيما بينهن واعتبرها أبو محرز رحمه الله ، والفرق المذكور هو أيضا الفرق بين علم الفتيا وفقه الفتيا ; ففقه الفتيا هو العلم بالأحكام الكلية ، وعلمها هو العلم بتلك الأحكام مع ترتيبها على النوازل . ولما ولي الشيخ الفقيه الصالح أبو عبد الله بن شعيب رحمه الله قضاء القيروان ومحل تحصيله في الفقه وأصوله شهيرة . فلما جلس الخصوم إليه وفصل بينهم دخل منزله مقبوضا . فقالت له زوجته : ما شأنك ؟ فقال لها : عسر علي علم القضاء . فقالت له : رأيت الفتيا عليك سهلة ، اجعل الخصمين كمستفتيين سألاك . قال فاعتبرت ذلك فسهل علي ( انتهى ) .

                التالي السابق


                ( 3 ) قوله : الفرق بين علم القضاء وفقه القضاء فرق ما إلخ الفرق مبتدأ . وقوله فرق ما إلخ خبره بإضافة فرق إلى ما . والفرق الذي بين الأخص والأعم أنه يلزم من وجود الأخص وجود الأعم ولا يلزم من وجود الأعم وجود الأخص ، ويلزم من نفي الأعم نفي الأخص ولا يلزم من نفي الأخص نفي الأعم .




                الخدمات العلمية