فائدة : ذكر  الأبي  من القضاء في شرح  مسلم  ، 3 -  الفرق بين علم القضاء وفقه القضاء   ، فرق ما بين الأخص والأعم .  
ففقه القضاء أعم ; لأنه العلم بالأحكام الكلية ، وعلم القضاء الفقه بالأحكام الكلية مع العلم بكيفية تنزيلها على النوازل الواقعة ، ومن هذا المعنى ما ذكره  ابن الرفيق  ، أن أمير   [ ص: 146 ] إفريقية استفتى   أسد بن الفرات  في دخوله الحمام مع جواريه دون ساتر له ولهن . فأفتاه بالجواز ; لأنهن ملكه . وأجاب  أبو محرز  بمنع ذلك وقال له : إن جاز للملك النظر إليهن وجاز لهن النظر إليه ، لم يجز لهن نظر بعضهن إلى بعض . فأهمل  أسد  إعمال النظر في هذه الصورة الجزئية فلم يعتبرها لهن فيما بينهن واعتبرها  أبو محرز  رحمه الله ، والفرق المذكور هو أيضا الفرق بين علم الفتيا وفقه الفتيا ; ففقه الفتيا هو العلم بالأحكام الكلية ، وعلمها هو العلم بتلك الأحكام مع ترتيبها على النوازل . ولما ولي الشيخ الفقيه الصالح  أبو عبد الله بن شعيب  رحمه الله قضاء  القيروان   ومحل تحصيله في الفقه وأصوله شهيرة . فلما جلس الخصوم إليه وفصل بينهم دخل منزله مقبوضا . فقالت له زوجته : ما شأنك ؟ فقال لها : عسر علي علم القضاء . فقالت له : رأيت الفتيا عليك سهلة ، اجعل الخصمين كمستفتيين سألاك . قال فاعتبرت ذلك فسهل علي ( انتهى ) .  
     	
		
				
						
						
