الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                معلومات الكتاب

                الأشباه والنظائر على مذاهب أبي حنيفة النعمان

                ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

                صفحة جزء
                وحكى الخطيب الخوارزمي أن كلب الروم أرسل إلى الخليفة مالا جزيلا على يد رسوله وأمره أن يسأل العلماء عن ثلاث مسائل ; فإن هم أجابوك ابذل لهم المال وإن لم يجيبوك فاطلب من المسلمين الخراج فسأل العلماء فلم يأت أحد بما فيه مقنع ، وكان الإمام إذ ذاك صبيا حاضرا مع أبيه ; فاستأذنه في جواب الرومي فلم يأذن له ، فقام واستأذن من الخليفة فأذن له ; وكان الرومي على المنبر فقال له : أسائل أنت ؟ قال : نعم قال : انزل ; مكانك الأرض ومكاني المنبر فنزل الرومي وصعد أبو حنيفة رحمه الله تعالى فقال : سل فقال : أي شيء كان قبل الله تعالى ؟ قال : هل تعرف العدد ؟ قال : نعم قال : ما قبل الواحد . قال : هو الأول ليس قبله شيء قال : إذا لم يكن قبل الواحد المجازي اللفظي شيء ، فكيف يكون قبل الواحد الحقيقي ؟ فقال الرومي : في أي جهة وجه الله تعالى ؟ قال : إذا أوقدت السراج ; فإلى أي وجه [ ص: 309 ] نوره ؟ فإن ذاك نور يستوي فيه الجهات الأربع فقال : إذا كان النور المجازي المستفاد الزائل لا وجه له إلى جهة ، فنور خالق السموات والأرض الباقي الدائم المفيض : كيف يكون له جهة ؟ قال الرومي : بماذا يشتغل وجه الله تعالى ؟ قال : إذا كان على المنبر مشبه مثلك أنزله ، وإذا كان على الأرض موحد مثلي رفعه { كل يوم هو في شأن } .

                16 - فترك المال وعاد إلى الروم .

                [ ص: 309 ]

                التالي السابق


                [ ص: 309 ] قوله : فترك المال كذا بخط المصنف والمطابق لما تقدم فبذل المال




                الخدمات العلمية