قال أبو حاتم رضي الله عنه: الحسد من أخلاق اللئام، وتركه من أفعال الكرام، ولكل حريق مطفئ ، ونار الحسد لا تطفأ.
ومن الحسد يتولد الحقد، والحقد أصل الشر، ومن أضمر الشر في قلبه، أنبت له نباتا مرا مذاقه، نماؤه الغيظ، وثمرته الندم.
والحسد هو اسم يقع على إرادة زوال النعم عن غيره، وحلولها فيه. فأما من رأى الخير في أخيه، وتمنى التوفيق لمثله، أو الظفر بحاله، وهو غير مريد لزوال ما فيه أخوه; فليس هذا بالحسد الذي ذم ونهي عنه.
ولا يكاد يوجد الحسد إلا لمن عظمت نعمة الله عليه، فكلما أتحفه الله بترداد النعم، ازداد الحاسدون له بالمكروه والنقم.
وقد كان داود بن علي - رحمة الله عليه - ينشد كثيرا:
[ ص: 135 ]
إني نشأت وحسادي ذوو عدد يا ذا المعارج، لا تنقص لهم عددا إن يحسدوني على ما كان من حسن
فمثل خلقي فيهم جر لي حسدا


