لعمري، لئن حجبتني العبيـ د عنك فلم تحجب القافيه     سأرمي بها من وراء الجدا 
ر شنعاء تأتيك بالداهيه  [ ص: 252 ]     تصم السميع وتعمي البصير 
ومن بعدها تسأل العافيه 
فكتبت بها، ورميت بها من المكان الذي أرانيه الحاجب، فوقعت بين يديه، فأخرجها، فنظر فيها، فقال: علي بصاحب الرقعة، فخرج الخادم، فقال: من صاحب الرقعة؟ قلت: أنا، فأدخلت عليه، فقال لي: أنت صاحب الرقعة؟ قلت: نعم، فاستنشدني، فأنشدته، فلما بلغت: ومن بعدها تسأل العافية، قال: لا، بل نسأل العافية من قبلها، ثم قال: حاجتك، فأنشأت أقول:
ماذا أقول إذا انصرفت وقيل لي:     ماذا أصبت من الجواد المفصل؟ 
وإن قلت: أغناني، كذبت، وإن أقل     ضن الجواد بماله، لم يجمل 
فاختر لنفسك ما أقول، فإنني     لا بد أخبرهم، وإن لم أسأل 
فقال: إذا والله لا أختار إلا أحسنها، كم أقمت ببابي؟ قلت: أربعة أشهر، قال: يعطى بعدد أيامه ألوفا، فقبضت مائة وعشرين ألف درهم.
سمعت محمد بن نصر بن نوفل بقوقل يقول: سمعت أبا داود السنجي يقول: كان ببغداد رجل يقال له: ابن الهفت، فمر يوما على سائل واقف على الجسر وهو يقول: اللهم ارزق المسلمين حتى يعطوني، فقال له: تسأل ربك الحوالة؟!
				
						
						
