[ ص: 357 ] وروى  أبو داود  أيضا عن   حذيفة بن اليمان  رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  لكل أمة مجوس ، ومجوس هذه الأمة الذين يقولون : لا قدر ، من مات منهم فلا تشهدوا جنازته ، ومن مرض منهم فلا تعودوهم ، وهم شيعة الدجال ، وحق على الله أن يلحقهم بالدجال     .  
وروى  أبو داود  أيضا عن   عمر بن الخطاب  رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :  لا تجالسوا  أهل القدر   ولا تفاتحوهم     .  
وروى  الترمذي  عن   ابن عباس  رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  صنفان من بني آدم ليس لهم في الإسلام نصيب :  المرجئة   والقدرية      .  
 [ ص: 358 ] لكن كل أحاديث  القدرية   المرفوعة ضعيفة . وإنما يصح الموقوف منها :  فعن   ابن عباس  رضي الله عنهما أنه قال : القدر نظام التوحيد ، فمن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده     . وهذا لأن  الإيمان بالقدر يتضمن الإيمان بعلم الله القديم   وما أظهر من علمه بخطابه وكتابه مقادير الخلائق . وقد ضل في هذا الموضع خلائق من المشركين والصابئين والفلاسفة وغيرهم ، ممن ينكر علمه بالجزئيات أو بغير ذلك ، فإن ذلك كله مما يدخل في التكذيب بالقدر .  
وأما قدرة الله على كل شيء فهو الذي يكذب به  القدرية   جملة ، حيث جعلوه لم يخلق أفعال العباد ، فأخرجوها عن قدرته وخلقه .  
والقدر ، الذي لا ريب في دلالة الكتاب والسنة والإجماع عليه ، وأن الذي جحدوه هم  القدرية   المحضة بلا نزاع : هو ما قدره الله من مقادير العباد . وعامة ما يوجد من  كلام  الصحابة   والأئمة في ذم  القدرية    يعني به هؤلاء ، كقول   ابن عمر  رضي الله عنهما ، لما قيل له : يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف : أخبرهم أني منهم بريء وأنهم مني براء .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					