[ ص: 733 ] وقد اتفق أهل السنة على وتقديمهم ، لما اشتهر من فضائلهم ومناقبهم . ومن أجهل ممن يكره التكلم بلفظ العشرة ، أو فعل شيء يكون عشرة ! ! لكونهم يبغضون خيار الصحابة ، وهم العشرة المشهود لهم بالجنة ، وهم يستثنون منهم تعظيم هؤلاء العشرة عليا رضي الله عنه ! فمن العجب : أنهم يوالون لفظ التسعة ! وهم يبغضون التسعة من العشرة ! ويبغضون سائر المهاجرين والأنصار ، من السابقين الأولين ، الذين بايعوا رسول الله تحت الشجرة ، وكانوا ألفا وأربعمائة ، وقد رضي الله عنهم . كما قال تعالى : لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة [ الفتح : 18 ] .
وثبت في صحيح مسلم ، عن جابر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه [ ص: 734 ] قال : . لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة
وفي صحيح مسلم أيضا ، عن جابر : أن غلام حاطب بن أبي بلتعة قال يا رسول الله : حاطب النار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذبت ، لا يدخلها ، فإنه شهد بدرا والحديبية . ليدخلن
والرافضة يتبرءون من جمهور هؤلاء ، بل يتبرءون من سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلا من نفر قليل ، نحو بضعة عشر رجلا ! !
ومعلوم أنه لو فرض في العالم عشرة من أكفر الناس ، لم يجب هجر هذا الاسم لذلك ، كما أنه سبحانه لما قال : وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون [ النمل : 48 ] ، لم يجب هجر اسم التسعة مطلقا . بل اسم العشرة قد مدح الله مسماه في مواضع من القرآن : تلك عشرة كاملة [ البقرة : 196 ] . وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر [ الأعراف : 142 ] . والفجر وليال عشر [ الفجر : 1 - 2 ] .
وكان صلى الله عليه وسلم . يعتكف العشر الأواخر من رمضان
[ ص: 735 ] وقال في ليلة القدر : التمسوها في العشر الأواخر من رمضان . وقال : ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من أيام العشر . يعني عشر ذي الحجة .