الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          [4204] وقال شبيب ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، أخبرني ابن المسيب ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، أن أبا هريرة قال: "شهدنا حنينا".

                                                                                                                                                                                          وقال ابن المبارك ، عن يونس ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن النبي، صلى الله عليه وسلم. وتابعه صالح ، عن الزهري ، قال الزبيدي ، أخبرني من شهد مع النبي، صلى الله عليه وسلم، خيبر. قال الزهري: وأخبرني عبيد الله بن عبد الله ، وسعيد ، عن النبي، صلى الله عليه وسلم. انتهى.

                                                                                                                                                                                          أما حديث معمر ، فأسنده المؤلف في "القدر".

                                                                                                                                                                                          وأما حديث شبيب، وهو ابن سعيد الحبطي ، فقرأته على فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي، أخبركم أبو نصر محمد بن محمد بن محمد الشيرازي ، في كتابه، عن محمود بن إبراهيم ، أن الحسن بن العباس ، أخبره: أنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق ، أنا أبي، أنا أحمد بن إسحاق ، أنا العباس بن الفضل ، ثنا أحمد بن شبيب ، حدثني أبي، عن يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، حدثني سعيد بن المسيب ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، أن أبا هريرة ، أخبره قال: شهدنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حنينا، فقال لرجل ممن يدعي الإسلام: إن هذا من أهل النار، فلما حضر القتال، قاتل قتالا شديدا، وكثرت به الجراح...  الحديث.

                                                                                                                                                                                          ورواه الذهلي ، عن أحمد بن شبيب ، به.

                                                                                                                                                                                          وكذا رواه يعقوب بن سفيان في تاريخه، عن أحمد.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 131 ] ورواه أبو نعيم في "المستخرج": ثنا أبو إسحاق بن حمزة ، ثنا أبي، ثنا يعقوب بن سفيان ، به.

                                                                                                                                                                                          قال أبو علي الجياني: وهو فيه أحمد بن شبيب ، فإن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك لم يرو من الحديث إلا بعضه، فأخطأ حيث حمل رواية عبد الرحمن على رواية سعيد.

                                                                                                                                                                                          قلت: وفي قول أحمد بن شبيب "حنينا" نظر، والمحفوظ في هذا "خيبر" وكأن الحامل له على قوله: "حنين" ما عرف من أن أبا هريرة لم يشهد خيبر، وإنما حضر بعدما فرغ القتال والمحل محل نظر، وهو مبسوط في مكانه.

                                                                                                                                                                                          وأما حديث ابن المبارك ، فهكذا رويناه في "كتاب الجهاد" له رواية أحمد بن سعيد عنه.

                                                                                                                                                                                          وأما حديث صالح، وهو ابن كيسان ، فقال البخاري في تاريخه: قال لي عبد العزيز ، ثنا إبراهيم ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، أنه أخبره بعض من شهد النبي، صلى الله عليه وسلم، (أنه) قال لرجل معه: "هذا من أهل النار فنحر نفسه".  

                                                                                                                                                                                          وقال الذهلي في الزهريات: أنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، ثنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح ، فذكره.

                                                                                                                                                                                          وأما حديث الزبيدي ، فقال أبو نعيم في "المستخرج": ثنا إبراهيم بن محمد بن حمزة ، ثنا أبي، ثنا يعقوب، هو ابن سفيان ، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء ، حدثني عمرو بن الحارث ، عن عبد الله بن سالم ، عن الزبيدي ، عن الزهري ، أن [ ص: 132 ] عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، أخبره، أن عمه عبيد الله بن كعب ، قال: أخبرني من شهد مع النبي، (صلى الله عليه وسلم) ، خيبر... الحديث.

                                                                                                                                                                                          وقال البخاري في تاريخه: قال لي إسحاق بن إبراهيم بن العلاء ، حدثني عمرو بن الحارث. ح.

                                                                                                                                                                                          وقال الذهلي في جمع حديث الزهري ، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء ، حدثني عمرو ، عن عبد الله بن سالم ، عن الزبيدي ، عن الزهري ، أن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب. أخبره: أن عمه عبيد الله بن كعب ، قال: أخبرني فذكر الحديث.

                                                                                                                                                                                          قال: نحو حديث صالح، يعني ابن كيسان.

                                                                                                                                                                                          قال الزبيدي: وقال الزهري ، وأخبرني عبيد الله بن عبد الله ، وسعيد بن المسيب ، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، هذا سياق البخاري ، ويعقوب بن سفيان.

                                                                                                                                                                                          وسياق الذهلي ، قال الزهري: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله ، وسعيد بن المسيب ، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: يا بلال ، قم فأذن، أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، والله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر.  

                                                                                                                                                                                          قال أبو علي الجياني: هذا هو الصحيح، أنه عن عبد الرحمن بن عبد الله ، قال: وأما قول البخاري: "عبد الله بن عبد الله ، وسعيد" فهو وهم.

                                                                                                                                                                                          قال: وقد كنت أحسبه من بعض الرواة إلى أن وجدته في التاريخ قد ذكره وهكذا، والله أعلم.

                                                                                                                                                                                          قلت: قد أسلفنا من التاريخ كما قال: ولم ينفرد البخاري بذلك فقد وافقه يعقوب بن سفيان كما قدمناه من عند أبي نعيم ، والله أعلم.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية