الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله: (7) باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت. وقال إبراهيم: لا بأس أن تقرأ الآية، ولم ير ابن عباس بالقراءة للجنب بأسا، وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، يذكر الله على كل أحيانه.  

                                                                                                                                                                                          أما قول إبراهيم ، فأخبرني به أحمد بن علي بن تميم ، بدمشق، قيل له: أخبركم أحمد بن أبي طالب ، أن عبد الله بن عمر ، أخبره: أنا أبو الوقت ، أنا الحسن بن المظفر ، أنا عبد الله بن أحمد [السرخسي] ، أنا عيسى بن عمر [السمرقندي] أنا عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ ، أنا يزيد بن هارون ، عن هشام الدستوائي ، عن حماد ، عن إبراهيم ، قال: أربعة لا يقرؤون القرآن، عند الخلاء، وفي الحمام، والجنب، والحائض، إلا الآية، ونحوها للجنب والحائض.  

                                                                                                                                                                                          (وقال ابن أبي شيبة: ، عن وكيع ، عن سفيان ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، قال: تقرأ ما دون الآية، ولا تقرأ آية تامة) .

                                                                                                                                                                                          وأما قول ابن عباس ، فقال ابن أبي شيبة في المصنف: حدثنا الثقفي ، عن خالد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس: "أنه كان لا يرى بأسا أن يقرأ الجنب الآية والآيتين".

                                                                                                                                                                                          قرأت على فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي، أخبركم أبو نصر بن الشيرازي ، في كتابه، عن شيخ الإسلام أبي حفص السهروردي ، أنا أبو زرعة المقدسي ، أنا عبدوس بن عبد الله ، أنا أبو بكر الطوسي ، ثنا أبو العباس الأصم ، ثنا أبو عتبة ، ثنا بقية ، ثنا شعيب ، عن الزهري ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن مكمل "أنه سمع ابن عباس يقول: لا بأس أن يقرأ الجنب الآية ونحوها". [ ص: 172 ]

                                                                                                                                                                                          (وقال ابن المنذر: حدثونا عن محمود بن آدم ، عن الفضل بن موسى ، عن الحسين، يعني ابن واقد ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس "أنه كان يقرأ ورده وهو جنب". وإسناده صحيح

                                                                                                                                                                                          وأما حديث "كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يذكر الله على كل أحيانه" فأخبرني به أبو حفص بن أبي الفتح، شيخ الإسلام، عن الحافظ أبي الحجاج المزي ، أن أحمد بن هبة الله ، أخبره: عن عبد المعز بن محمد ، أن أبا القاسم الشحامي ، أخبرهما أنا عبد الكريم بن هوازن. ح. وأخبرتني عاليا فاطمة بنت محمد المقدسية، عن أبي نصر بن الشيرازي ، عن محمود بن إبراهيم العبدي ، أن مسعود بن الحسن الثقفي أخبرهم سماعا عليه: أنا أبو عمرو بن أبي عبد الله بن إسحاق بن محمد بن يحيى ، قالا: أنا أبو الحسين أحمد (بن) محمد بن عمر ، قال ابن هوازن سماعا، وأبو عمرو كتابة: أنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج ، ثنا أبو كريب ، ثنا ابن زائدة، هو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن أبيه ، عن خالد بن سلمة، هو المخزومي، (عن) البهي ، عن عروة ، عن عائشة قالت: "كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يذكر الله على كل أحيانه".

                                                                                                                                                                                          رواه أحمد: (عن الوليد بن القاسم ، عن زكريا) فوقع لنا بدلا له عاليا في الرواية الثانية.

                                                                                                                                                                                          ورواه أبو يعلى في مسنده: عن هارون بن معروف ، عن إسحاق الأزرق ، عن [ ص: 173 ] زكريا. ورواه مسلم ، عن أبي كريب. وكذا أبو داود ، والترمذي ، فوافقناهم بعلو.

                                                                                                                                                                                          ورواه أبو عروبة ، عن أبي كريب ، بلفظ: "كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يذكر الله (تعالى) على كل أحواله"  أخرجه ابن عدي عنه.

                                                                                                                                                                                          وقال الترمذي: حسن غريب، لا نعرفه إلى من حديث يحيى. انتهى. ثم قال: ورواه الوليد بن القاسم ، وإسحاق الأزرق ، عن زكريا. انتهى

                                                                                                                                                                                          وقد رواه ابن أبي داود في الشريعة له: عن محمود بن آدم ، عن الفضل بن موسى ، عن زكريا به.

                                                                                                                                                                                          أخبرني أبو الفرج بن الغزي ، عن علي بن إسماعيل [المخزومي] ، سماعا، أنا النجيب ، عن مسعود بن أبي منصور ، أنا الحداد ، أنا أبو نعيم ، ثنا جعفر بن محمد بن عمرو ، ثنا أبو حصين ، ثنا يحيى بن عبد الحميد [الحماني] ، ثنا أبي ، ويحيى ابن زكريا بن أبي زائدة ، عن زكريا نحوه.

                                                                                                                                                                                          فهؤلاء الأربعة رووه عن زكريا ، فالظاهر أن المنفرد به زكريا ، لا ابنه يحيى والله أعلم.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية