الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          [ ص: 235 ] من تفسير [16] سورة النحل

                                                                                                                                                                                          قوله: وقال ابن عباس: في تقلبهم : اختلافهم. قال أبو جعفر الطبري: ثنا المثنى ، ثنا أبو صالح ، ثنا معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله أو يأخذهم في تقلبهم   : قال: على اختلافهم. قوله فيه: وقال مجاهد: تميد : تكفأ. مفرطون : منسيون.

                                                                                                                                                                                          قال الفريابي: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم : قال: تكفأ.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون . قال: منسيون.

                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وقال ابن عباس: يتفيأ ظلاله . سبل ربك ذللا : لا يتوعر عليها مكان سلكته.

                                                                                                                                                                                          قال أبو جعفر الطبري: ثنا محمد بن عمرو ، ثنا أبو عاصم ، ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله يتفيأ ظلاله : قال تتميل. فاسلكي سبل ربك ذللا : قال: لا يتوعر عليها مكان سلكته. (وتقدم تفسير "يتفيؤ" في كتاب الصلاة).

                                                                                                                                                                                          [ ص: 236 ] قوله فيه: وقال ابن عباس: تسيمون : ترعون. شاكلته : ناحيته.

                                                                                                                                                                                          قال ابن أبي حاتم ، ثنا أبي، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله: شجر فيه تسيمون : ترعون.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله: قل كل يعمل على شاكلته ، يقول: على ناحيته.

                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وقال ابن عباس: "حفدة": ولد الرجل. "السكر": ما حرم من ثمرها. "والرزق الحسن": ما أحل الله. وقال ابن عيينة ، عن صدقة: أنكاثا : هي خرقاء كانت إذا أبرمت غزلها نقضته. وقال ابن مسعود: الأمة معلم الخير، القانت. المطيع.

                                                                                                                                                                                          قال ابن أبي حاتم: ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود، يعني الطيالسي ، ثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، ومجاهد ، عن ابن عباس ، في قوله بنين وحفدة ، قال: ولد الرجل.

                                                                                                                                                                                          وقال عبد: ثنا سليمان بن داود وهو أبو داود الطيالسي ، عن شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، ومجاهد ، عن ابن عباس قال: (الحفدة) هم الولد.

                                                                                                                                                                                          وقرأت على فاطمة بنت المنجا، عن سليمان بن حمزة ، أن الضياء محمد بن عبد الواحد المقدسي الحافظ ، أخبرهم: أنا زاهر بن أبي طاهر ، أن الحسين بن عبد الملك ، أخبرهم: أنا عبد الرحمن بن الحسن ، أنا أحمد بن إبراهيم ، أنا محمد بن [ ص: 237 ] إبراهيم الديبلي ، ثنا سعيد بن عبد الرحمن ، ثنا سفيان بن عيينة ، ثنا الأسود بن قيس ، عن عمرو بن سفيان ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى: تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا قال: السكر ما حرم الله من ثمرها، والرزق الحسن ما أحل الله من ثمرها.

                                                                                                                                                                                          رواه عبد بن حميد ، في تفسيره: من حديث الثوري. وأبو داود في "الناسخ والمنسوخ" من حديث زهير بن معاوية ، كلاهما عن الأسود بن قيس ، به. ومن طريق قبيصة ، عن الثوري: رواه الحاكم في المستدرك.

                                                                                                                                                                                          وقال عبد بن حميد أيضا: ثنا النضر بن (شميل ، أنا) إسرائيل ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال: السكر ما حرم منه. والرزق الحسن حلاله.

                                                                                                                                                                                          وأما قول صدقة ، فقال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا العدني ، ثنا سفيان ، عن صدقة ، عن السدي ، في قوله: ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا قال: هي امرأة خرقاء، كانت إذا أبرمت غزلها نقضته.

                                                                                                                                                                                          وأما قول ابن مسعود ، فأخبرنا به إبراهيم بن محمد الدمشقي ، مشافهة بالمسجد الحرام، أنا أحمد بن أبي طالب ، عن أنجب بن أبي السعادات الحمامي ، أن محمد بن عبد الباقي ، أخبره: أنا أبو الفضل حمد بن أحمد ، أنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد ، ثنا عبد الله بن محمد بن أبي مريم ، ثنا الفريابي ، ثنا سفيان ، عن فراس ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عبد الله بن مسعود ، قال: قرئت عنده هذه الآية، أو قرأها إن إبراهيم كان أمة قانتا لله فقال عبد الله بن مسعود: أن معاذا كان أمة قانتا لله. فسئل عبد الله ، فقال: هل تدرون ما الأمة؟ الأمة الذي يعلم الناس الخير، والقانت الذي يطيع الله ورسوله.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 238 ] هكذا رواه الفريابي في تفسيره، ورواه الحاكم في المستدرك من طريق عبد الرزاق عن الثوري. ورواه أبو عبيد في كتاب المواعظ له: عن عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان به. وله طرق إلى الشعبي ، وإسناده صحيح.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية