الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          [ ص: 248 ] من تفسير [19] سورة مريم

                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وقال ابن عباس: أسمع بهم وأبصر : الله يقوله، وهم اليوم لا يسمعون، ولا يبصرون. في ضلال مبين يعني قوله: أسمع بهم وأبصر الكفار يومئذ أسمع شيء وأبصره. لأرجمنك : لأشتمنك ورئيا : منظرا.

                                                                                                                                                                                          قال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن موسى ، ثنا هشام بن يوسف ، عن ابن جريج: ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، في قوله أسمع بهم وأبصر : يقول: الكفار يومئذ أسمع شيء وأبصره، وهم اليوم لا يسمعون، ولا يبصرون. في ضلال مبين .

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله: لأرجمنك ، قال: لأشتمنك.

                                                                                                                                                                                          وقال ابن أبي حاتم: ثنا أحمد بن سنان ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس ، في قوله ورئيا قال: منظرا.

                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وقال أبو وائل: علمت مريم أن التقي ذو نهية، حتى قالت: إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا   .

                                                                                                                                                                                          تقدم في أحاديث الأنبياء.

                                                                                                                                                                                          قوله فيه. وقال ابن عيينة: تؤزهم أزا : تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا. وقال مجاهد: إدا : عوجا. قال ابن عباس: وردا .

                                                                                                                                                                                          [ ص: 249 ] عطاشا. أثاثا : مالا. إدا : قولا عظيما. ركزا : صوتا. وقال مجاهد: فليمدد : فليدعه.

                                                                                                                                                                                          أما قول ابن عيينة ، فقال....

                                                                                                                                                                                          وروى ابن جرير مثله: عن الحسن بن يحيى ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة.

                                                                                                                                                                                          وكذا رواه أبو مسهر: ، عن سعيد بن بشر ، عن قتادة.

                                                                                                                                                                                          وأما قول مجاهد ، فقال الفريابي: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله: لقد جئتم شيئا إدا ، قال: عظيما.

                                                                                                                                                                                          وكذا رواه غير واحد، عن مجاهد ، قال: إدا : عظيما.

                                                                                                                                                                                          وأما قول ابن عباس ، فقال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله أثاثا يقول: مالا.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله شيئا إدا يقول: قولا عظيما.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله ركزا ، قال: صوتا.

                                                                                                                                                                                          وتفسير وردا تقدم في "صفة النار" في "بدء الخلق".

                                                                                                                                                                                          [ ص: 250 ] وأما قول مجاهد ، فقال الفريابي: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا : فليدعه الله في طغيانه.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية