الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله في: [36] يس.

                                                                                                                                                                                          وقال مجاهد: فعززنا : شددنا. يا حسرة على العباد ، كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل. أن تدرك القمر ، لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر، ولا ينبغي لهما ذلك. سابق النهار : يتطالبان حثيثين. نسلخ : نخرج أحدهما من الآخر، ونجري كل واحد منهما. من مثله: من الأنعام. فاكهون : معجبون. جند محضرون : عند الحساب. ويذكر عن عكرمة: المشحون : الموقر، وقال ابن عباس: طائركم : مصابكم. ينسلون : يخرجون. مرقدنا : مخرجنا. أحصيناه : حفظناه. (مكانتكم ومكانكم واحد).

                                                                                                                                                                                          [ ص: 291 ] أما قول مجاهد ، فتقدم بعضها في بدء الخلق.

                                                                                                                                                                                          وقال الفريابي: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله فعززنا بثالث  ، قال: شددنا.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله يا حسرة على العباد ، قال: كانت حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ، قال: لا يستر ضوء أحدهما الآخر، ولا ينبغي ذلك لهما. ولا الليل سابق النهار ، قال: يطلبان [حثيثين] ، نسلخ أحدهما من الآخر، ويجري كل واحد منهما في فلك يسبحون.

                                                                                                                                                                                          وفي قوله وخلقنا لهم من مثله ما يركبون قال: من الأنعام.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله إن أصحاب الجنة اليوم في شغل ، قال: نعمة. فاكهون ، قال: معجبون.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله وإن كل لما جميع لدينا محضرون ، قال: عند الحساب.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 292 ] وأما قول عكرمة فقال: ................

                                                                                                                                                                                          وقد روي ذلك عن ابن عباس ، قال ابن جرير: ثنا الفضل بن الصباح ، ثنا محمد بن فضيل ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال: الفلك المشحون : الموقر. هذا إسناد حسن.

                                                                                                                                                                                          وأما قول ابن عباس ، فقال ابن جرير: ثنا ابن حميد ، ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس ، في قوله طائركم ، قال: أعمالكم.

                                                                                                                                                                                          وقال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله إلى ربهم ينسلون ، قال: يخرجون.

                                                                                                                                                                                          وقال ابن جرير: حدثني محمد بن سعد ، حدثني أبي، حدثني عمي، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، في قوله ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم يقول: لو نشاء لأهلكناهم في مساكنهم، والمكانة والمكان واحد.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية