الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله: قال المنهال (هو) ابن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، قال: قال رجل لابن عباس ، إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي، قال: فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ، وقال: وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ، ولا يكتمون الله حديثا ، والله ربنا ما كنا مشركين ، فقد كتموا في هذه الآية... الحديث بطوله.

                                                                                                                                                                                          كذا وقع في كثير من الروايات: ووقع في أصل سماعنا من طريق أبي ذر ، ومن طريق أبي الوقت أيضا، عقب هذا الحديث، قال أبو عبد الله يعني البخاري: حدثنيه يوسف بن عدي ، ثنا عبيد الله بن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن [ ص: 301 ] المنهال ، بهذا. فهو على هذا موصول.

                                                                                                                                                                                          وقد وصله أيضا الحافظ أبو بكر البرقاني ، في كتاب المصافحة، قال: قرأت على أبي العباس بن حمدان ، حدثكم محمد بن إبراهيم، وهو البوشنجي ، (ثنا) أبو يعقوب يوسف بن عدي ، بتمامه. وقال بعده: قال لي محمد بن إبراهيم الأردستاني ، قال شاهدت نسخة من كتاب البخاري على حاشيته، ثناه محمد بن إبراهيم ، ثنا يوسف بن عدي ، فالله أعلم.

                                                                                                                                                                                          قال البرقاني: ويشبه أن يكون هذا من فعل من سمعه من البوشنجي ، قال: ولم يخرج البخاري ليوسف ولا لعبيد الله ، ولا لزيد مسندا غيره.

                                                                                                                                                                                          قلت: وقد وقع لي من وجه آخر، قرأته على أحمد بن بلغاق ، بصالحية دمشق، عن إسحاق بن يحيى الآمدي ، أن يوسف بن خليل الحافظ ، أخبره: أنا محمد بن أبي زيد ، أنا محمود بن إسماعيل ، أنا أحمد بن محمد بن فاذشاه ، أنا أبو القاسم الطبراني ، ثنا أحمد بن رشدين ، ثنا يوسف بن عدي ، إملاء، سنة ست وعشرين ومائتين، ثنا عبيد الله ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال سعيد: جاءه رجل، فقال: يا ابن عباس ، إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي، فقد وقع في صدري، فقال ابن عباس: تكذيب، فقال: الرجل ما هو بتكذيب، ولكن اختلاف. قال ابن عباس: فهلم ما وقع في نفسك، قال له الرجل: أسمع الله يقول فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ، وقال في آية أخرى، وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون فذكر الحديث بطوله.

                                                                                                                                                                                          تابعه عبد الجبار بن عاصم ، عن عاصم عبيد الله بن عمرو ، نحوه.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 302 ] قوله فيه: وقال مجاهد: ممنون : محسوب. أقواتها : أرزاقها. في كل سماء أمرها : مما أمر به. "نحسات": مشائيم. وقيضنا لهم قرناء : قرناهم بهم تتنزل عليهم الملائكة عند الموت. اهتزت : بالنبات. وربت : ارتفعت من أكمامها حين تطلع، ليقولن هذا لي : أي بعملي أنا محقوق بهذا.

                                                                                                                                                                                          قال الفريابي: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله أجر غير ممنون  ، قال: غير محسوب.

                                                                                                                                                                                          وفي قوله: وقدر فيها أقواتها ، قال: من المطر.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله وأوحى في كل سماء أمرها ، قال: ما أمر به أو أراده.

                                                                                                                                                                                          وفي قوله نحسات ، قال: مشائيم.

                                                                                                                                                                                          وفي قوله وقيضنا لهم قرناء : شياطين.

                                                                                                                                                                                          وفي قوله تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا ، قال: عند الموت.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت : بالنبات، [ ص: 303 ] وربت ، قال: ارتفعت قبل أن تنبت.

                                                                                                                                                                                          وقال ابن جرير: حدثني محمد بن عمرو ، ثنا أبو عاصم ، ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله من أكمامها ، قال: حين تطلع.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله ليقولن هذا لي : أي بعملي، أنا محقوق بهذا.

                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وقال مجاهد: "اعملوا ما شئتم" الوعيد.

                                                                                                                                                                                          قال عبد ، ثنا أبو نعيم ، وقبيصة ، وأبو أحمد الزبيري ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، اعملوا ما شئتم ، قال: هذا وعيد.

                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وقال ابن عباس: ادفع بالتي هي أحسن : الصبر عند الغضب، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوه عصمهم الله وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم.

                                                                                                                                                                                          أنبئت، عن محمد بن إسماعيل بن عمر أن علي بن أحمد أخبرهم، عن عبد الله بن عمر ، أنا أبو القاسم المستملي ، أنا أحمد بن الحسين ، أنا أبو زكريا ابن أبي إسحاق ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، ثنا عبد الله ابن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله ادفع بالتي هي أحسن ، قال: أمر الله تعالى المؤمنين بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان، وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم.

                                                                                                                                                                                          رواه ابن أبي حاتم ، عن أبيه، عن أبي صالح.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية