الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله [19] باب إذا قال: والله لا أتكلم اليوم.

                                                                                                                                                                                          وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: أفضل الكلام أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر   .

                                                                                                                                                                                          وقال أبو سفيان: كتب النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى هرقل: تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم . قال مجاهد: كلمة التقوى لا إله إلا الله.

                                                                                                                                                                                          وأما حديث "أفضل الكلام" فقال الإمام أحمد في مسنده، (ثنا وكيع) ، ثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن بعض أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: أفضل الكلام سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر .

                                                                                                                                                                                          رواه أبو جعفر الفريابي في "كتاب الذكر"، عن عثمان بن أبي شيبة، عن وكيع به.

                                                                                                                                                                                          ورواه النسائي في "كتاب اليوم والليلة" ، عن علي بن المنذر، وقرأته عاليا جدا على فاطمة بنت محمد المقدسية، عن ست الفقهاء بنت الواسطي، عن كريمة بنت عبد الوهاب، أنا أبو الحسن بن غبرة، في كتابه، أنا الفرج بن علان، أنا أبو عبد الله الجعفي، أنا أبو جعفر بن رباح، ثنا علي بن المنذر، عن محمد بن فضيل، عن الأعمش، بمثله إلا أنه قال "أحب" بدل "أفضل" .

                                                                                                                                                                                          ورواه ابن حبان في صحيحه، والنسائي، أيضا من طريق أبي حمزة [ ص: 201 ] السكري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، بلفظ: "خير الكلام أربع لا يضرك بأيهن بدأت" فذكره.

                                                                                                                                                                                          ورواه النسائي، وجعفر الفريابي، أيضا من طريق إسرائيل، عن أبي سنان ضرار بن مرة، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، وأبي هريرة جميعا، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: أفضل الكلام أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر . وفي لفظ: إن الله اصطفى من الكلام أربعا فذكره. وأبو صالح هذا هو الحنفي وأبو صالح المذكور أولا هو ذكوان السمان. وقد خالف سهيل بن أبي صالح الأعمش في إسناده.

                                                                                                                                                                                          رواه سهيل، عن أبيه، عن السلولي، عن كعب الأحبار قوله.

                                                                                                                                                                                          أخرجه النسائي، والفريابي أيضا.

                                                                                                                                                                                          وله شاهد من حديث سمرة بن جندب، أخرجه مسلم في صحيحه، والنسائي بلفظ: أحب الكلام إلى الله أربع فذكره.

                                                                                                                                                                                          وأخرجه ابن حبان في صحيحه باللفظ الذي علقه به البخاري.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 202 ]

                                                                                                                                                                                          وأما حديث أبي سفيان، فأسنده المؤلف في "الإيمان" ، و "التفسير" وفي عدة أماكن مطولا ومختصرا (وهذا القدر المذكور هنا من جملة ما ذكره أبو سفيان، أنه في كتاب النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى هرقل، وصنيع البخاري في اختصاره هنا، يومئ إلى أن الواو في قوله "ويا أهل الكتاب تعالوا"، حكاية أبي سفيان بما حفظه من الكتاب كأنه قال فيه كذا، وفيه كذا).

                                                                                                                                                                                          وأما قول مجاهد، فقال عبد بن حميد في تفسيره: حدثنا عمر بن سعد وأبو نعيم وقبيصة، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد: وألزمهم كلمة التقوى قال: لا إله إلا الله.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية