الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله : [55] باب قول الله تعالى بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ   .

                                                                                                                                                                                          والطور وكتاب مسطور .

                                                                                                                                                                                          قال قتادة : مكتوب يسطرون : يخطون في أم الكتاب جملة الكتاب وأصله . ما يلفظ : ما يتكلم من شيء إلا كتب عليه .

                                                                                                                                                                                          وقال ابن عباس : يكتب الخير والشر ، يحرفون : يزيلون وليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتاب الله ، ولكنهم يحرفونه : يتأولونه (على ) غير تأويله . دراستهم : تلاوتهم . واعية : حافظة . وتعيها : تحفظها ، وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به : يعني أهل مكة ، ومن بلغ هذا القرآن ، فهو له نذير" .

                                                                                                                                                                                          أما تفاسير قتادة ، فقال عبد بن حميد : أخبرني يونس ، عن شيبان ، عن قتادة ن والقلم وما يسطرون قال : وما يكتبون .

                                                                                                                                                                                          وقال ابن أبي حاتم : ثنا أبي ، ثنا هشام بن خالد ، ثنا شعيب ، ثنا سعيد ، عن [ ص: 380 ] قتادة والحسن في قوله ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد قال : ما يلفظ من قول أي ما يتكلم به من شيء إلا كتب عليه .

                                                                                                                                                                                          وباقي ذلك تقدم في تفسير الطور ، وفي تفسير الزخرف .

                                                                                                                                                                                          وأما تفسير ابن عباس ، فقال ابن أبي حاتم ، حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قول ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد قال : يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر حتى إنه ليكتب قوله : أكلت وشربت ، ذهبت وجئت ، رأيت حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله ، فأقر منه ما كان فيه من خير ، أو شر ، وألقي سائره ، فذلك قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب .

                                                                                                                                                                                          وبه في قوله وإن كنا عن دراستهم لغافلين يقول : إن كنا عن تلاوتهم .

                                                                                                                                                                                          وبه في قوله وتعيها أذن واعية يقول : حافظة .

                                                                                                                                                                                          وبه في قوله : وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به يعني أهل مكة ، ومن بلغ : يعني من بلغه هذا القرآن فهو له نذير من الناس .

                                                                                                                                                                                          وأما تفسير يحرفون (فلم أره من كلام ابن عباس وإنما أخرج ابن أبي حاتم [ ص: 381 ] من طريق وهب بن منبه نحو ذلك ) .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية