الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله في: (20) باب إفشاء السلام من الإسلام:

                                                                                                                                                                                          وقال عمار: ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم والإنفاق من الإقتار.

                                                                                                                                                                                          أخبرنا بذلك عبد الله بن عمر [الحلاوي] قراءة عليه، أخبركم يحيى بن يوسف، [المقدسي] ، إجازة إن لم يكن سماعا، عن عبد الوهاب بن رواج [الإسكندراني] ، أن عبد الواحد بن عسكر أخبرهم: أنا مرشد بن يحيى [المديني] ، أنا علي بن محمد [الفارسي] ، ثنا الحسن بن رشيق [العسكري] ، ثنا محمد بن أحمد بن العلاء ، ثنا عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي ، ثنا وكيع ، ثنا سفيان هو الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن صلة بن زفر ، عن عمار بن ياسر ، قال: ثلاث فذكره سواء.

                                                                                                                                                                                          رواه أحمد في الإيمان (له) : عن يحيى القطان ، وابن مهدي ، كلاهما عن [ ص: 37 ] سفيان به.

                                                                                                                                                                                          وكذا رواه ابن حبان في كتاب روضة العقلاء، عن أبي خليفة ، عن محمد بن كثير ، عن سفيان. وتابعهم يوسف بن أسباط ، عن سفيان.

                                                                                                                                                                                          ورويناه أيضا من طريق يوسف ، عن أبي إسحاق ، بلا واسطة، وفيه زيادة.

                                                                                                                                                                                          أنبئت عن أبي محمد البرزالي ، أنا ابن الدرجي ، عن أبي جعفر الصيدلاني ، أنا الحداد ، أنا أحمد بن محمد بن زمرده ، أنا عبد الوهاب بن الحسين الكلابي ، أنا ابن جوصا: ثنا عبد الله بن حبيق ، ثنا يوسف بن أسباط ، عن أبي إسحاق به. وزاد: "ومن ضيعهن فقد ضيع الإيمان".

                                                                                                                                                                                          ورواه عن أبي إسحاق أيضا شعبة ، وزهير بن معاوية ، وأخوه حديج ومعمر بن راشد ، وهارون بن سعد ، وفطر بن خليفة ، وغيرهم.

                                                                                                                                                                                          وقد وقع لنا بعلو من حديث شعبة: قرأت على أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد العدل ، بالصالحية، قلت له: قرئ على زينب بنت الكمال، وأنت تسمع، عن يحيى بن أبي السعود ، قال: قرئ على شهدة بنت أحمد بن عمر، وأنا أسمع، أن الحسين بن أحمد بن طلحة ، أخبرهم: أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، أنا جدي ، ثنا وهب بن جرير بن حازم ، ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن صلة بن زفر ، عن عمار بن ياسر ، أنه قال: "ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان.. فذكره.

                                                                                                                                                                                          وبه إلى يعقوب بن شيبة: ثنا الحسن بن موسى ، ثنا زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، بمعناه.

                                                                                                                                                                                          وقرأت على أحمد بن الحسن بن محمد [السويداوي] ، بالقاهرة، أخبركم يحيى بن [ ص: 38 ] يوسف [المقدسي] ، إجازة إن لم يكن سماعا، عن أبي الحسن علي بن هبة الله الفقيه ، قال: قرئ على شهدة بنت أحمد بن عمر الإبري، وأنا أسمع، أن الحسين بن أحمد [النعالي] ، أخبرهم: أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا أحمد بن منصور [الرمادي] ، ثنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن أبي إسحاق ، نحوه. وهذا موقوف صحيح.

                                                                                                                                                                                          وقد روي مرفوعا: أخبرنا به أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن عقيل ، أنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الحميد [المقدسي] ، أنا أبو العباس بن نعمة ، أنا يحيى بن محمود أنا إسماعيل بن محمد التيمي ، أنا أحمد بن علي المقرئ. ح وأخبرناه عاليا أبو بكر بن أبي عمر ، أن أحمد بن أبي طالب ، أخبره عن أبي الفضل بن السباك ، أن أبا الفتح بن البطي ، أخبره: أنا أبو بكر بن علي المقرئ ، أنا هبة الله بن الحسن الطبري ، ثنا علي بن محمد بن عمر [الرازي] ، أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، ثنا الحسن بن عبد الله الواسطي ، إمام مسجد العوام ، أنا عبد الرزاق ، ثنا معمر ، عن أبي إسحاق ، عن صلة بن زفر ، عن عمار بن ياسر ، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: الإنفاق من الإقتار، والإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم".  

                                                                                                                                                                                          وأنبئت عن الحافظ أبي الحجاج المزي ، أن أحمد بن شيبان ، أخبره: أنا عمر بن محمد [بن طبرزد] ، أنا هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنا علي [ ص: 39 ]

                                                                                                                                                                                          بن عمر الحربي
                                                                                                                                                                                          ، أنا أحمد بن كعب ، ثنا الحسن بن عبد الله الكوفي ، ثنا عبد الرزاق به.

                                                                                                                                                                                          وأنبئت عمن سمع المسلم بن أحمد [النصيبي] ، أن علي بن الحسن الفقيه أخبره: أنا أبو القاسم النسيب ، أنا محمد بن عبد الرحمن، [الكنجروذي] ، أنا يوسف بن القاسم [الميحانجي] ، أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، فذكر الحديث بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث خطأ، إنما هو موقوف عن عمار. رواه جماعة: الثوري ، وشعبة وزهير ، فمن دونهم كلهم موقوف قول عمار ، وليس لرفعه معنى.

                                                                                                                                                                                          وكذا رواه أبو بكر البزار في مسنده: عن الحسن بن عبد الله الكوفي عن عبد الرزاق ، فوافقناه فيه بعلو، وقال: رواه غير واحد، عن أبي إسحاق ، عن صلة ، عن عمار موقوفا، وأسنده هذا الشيخ عن عبد الرزاق انتهى.

                                                                                                                                                                                          وقال ابن أبي حاتم في العلل: سألت أبي وأبا زرعة ، عن هذا الحديث، فقالا: هذا خطأ، وقال أبو زرعة: لا أعرف هذا الحديث من حديث معمر ، ثم قال: من يقول هذا، قلت: حدثنا شيخ بواسط، يقال له ابن الكوفي ، عن عبد الرزاق.

                                                                                                                                                                                          قلت: لم يتفرد به الحسن بن الكوفي كما يشعر به كلامهم، بل تابعه على رفعه محمد بن الصباح الصغاني. رواه ابن الأعرابي في معجمه عنه، فالظاهر أن الوهم فيه من عبد الرزاق ، لأن هذين ممن سمع منه بأخرة. [ ص: 40 ]

                                                                                                                                                                                          رواه ابن شاهين في خصال الإيمان من طريق مصعب بن سلام ، عن حمزة الزيات ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، فأخطأ فيه من وجهين، والله الموفق) .

                                                                                                                                                                                          قلت: وقد روي مرفوعا من وجه آخر من حديث عمار: أخبرنا أحمد بن الحسن [السويداوي] ، أن أحمد بن كشتغدي ، أخبرهم أنا أبو الفرج بن الصيقل ، أنا أحمد بن محمد التيمي ، في كتابه، أن الحسن بن أحمد [الحداد] ، أخبره: أنا أبو نعيم ، ثنا سليمان بن أحمد ، ثنا العباس بن حمدان ، ثنا محمد بن سعيد بن سويد الكوفي حدثني أبي ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، عن عمار بن ياسر ، قال: ثلاث خلال من جمعهن فقد جمع الإيمان، فقال له بعض أصحابه: يا أبا اليقظان ما هذه الخلال التي زعمت أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: من جمعهن فقد جمع الإيمان؟ فقال عمار عند ذلك: سمعته يقول، فذكر الحديث، وهذا الإسناد ضعيف أيضا، والله أعلم.

                                                                                                                                                                                          ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق من طريق سكين أبي سراج ، قال: سمعت الحسن يحدث عن عمار بن ياسر ، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: لا يستكمل (العبد) الإيمان حتى يكون فيه ثلاث خصال، فذكرها. وفي إسناده انقطاع ومقال.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية