الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله: [37] باب قول الله تعالى: ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام .

                                                                                                                                                                                          [1572] وقال أبو كامل فضيل بن حسين، ثنا أبو معشر، ثنا عثمان بن غياث، عن عكرمة، عن ابن عباس [رضي الله عنهما] أنه سئل عن متعة الحج، فقال: "أهل المهاجرون والأنصار وأزواج النبي، صلى الله عليه وسلم، في حجة الوداع  وأهللنا، فلما قدمنا مكة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعلوا إهلالكم بالحج عمرة إلا من قلد الهدي... الحديث بطوله.

                                                                                                                                                                                          أخبرني به أبو بكر بن إبراهيم بن محمد المقدسي، بقراءتي عليه بالسفح، قلت له: أخبركم أبو نصر محمد بن محمد بن محمد بن هبة الله المذهب، في كتابه، عن أبي القاسم علي بن الحافظ أبي الفرج بن الجوزي، أن يحيى بن ثابت بن بندار، أخبره: أنا أبي، أنا الحافظ أبو بكر البرقاني، أنا الحافظ أبو بكر الإسماعيلي، أنا القاسم [ ص: 63 ] المطرز، ثنا أحمد بن سنان، ثنا أبو كامل، ثنا أبو معشر البراء، ثنا عثمان بن سعد، عن عكرمة، عن ابن عباس .... بالحديث بطوله. وقال: هكذا قال القاسم عثمان بن سعد.

                                                                                                                                                                                          قلت: وهكذا رواه أبو نعيم في مستخرجه على الجامع الصحيح، فيما أخبرنا عبد الله بن محمد بن أحمد، عن زينب بنت أحمد، عن أبي نعيم، سماعا عليه، (قال): ثنا أبو أحمد، ثنا القاسم المطرز، ثنا أحمد بن سنان، ثنا أبو كامل، ثنا أبو معشر البراء، ثنا عثمان بن سعد، عن عكرمة، عن ابن عباس "أنه سئل عن متعة الحج؟  فقال: أهل المهاجرون والأنصار وأزواج النبي، صلى الله عليه وسلم، في حجة الوداع، وأهللنا، فلما قدمنا مكة، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، "اجعلوا إهلالكم بالحج عمرة إلا من قلد الهدي"، قال: فطفنا بالبيت وبالصفا والمروة، وأتينا النساء، ولبسنا الثياب، وقال: "من قلد الهدي فإنه لا يحل حتى يبلغ الهدي محله، ثم أمرنا عشية التروية أن نهل بالحج فلما فرغنا من المناسك جئنا فطفنا بالبيت، وبين الصفا والمروة، وقد تم حجنا، وعلينا الهدي، كما قال الله فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم إلى أمصاركم الشاة تجزي، فجمعوا نسكين في عام بين الحج والعمرة، وإن الله أنزله في كتابه، وسنة نبيه، وأباحه للناس، غير أهل مكة، قال الله (تعالى): ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام وأشهر الحج  التي ذكر الله شوال، وذو القعدة، وذو الحجة، فمن تمتع في هذه الأشهر فعليه دم أو صوم". والرفث: الجماع، والفسوق: المعاصي، والجدال: المراء.

                                                                                                                                                                                          قال أبو نعيم : كذا، قال: المطرز عثمان بن سعد.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 64 ]

                                                                                                                                                                                          قلت: وقد وهم القاسم بن زكريا المطرز في تسمية والد عثمان بن غياث سعدا، فقد ذكر البخاري في التاريخ الكبير عثمان بن غياث، فقال: سمع عكرمة، سمع منه يحيى القطان.

                                                                                                                                                                                          قلت: وروى عنه أيضا شعبة وابن المبارك وجماعة، وثقه أحمد، ويحيى بن معين، والنسائي وغيرهم.

                                                                                                                                                                                          وأما عثمان بن سعد -وإن كان روى أيضا عن عكرمة - فقد تكلم فيه، ولا نعلم لأبي معشر يوسف بن يزيد البراء، عنه رواية. ويجوز أن يكون لعثمان بن غياث جد يقال له سعد، نسب إليه، والله أعلم.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية