الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          [ ص: 77 ] قوله: [71] باب من صلى ركعتي الطواف خارجا من المسجد.

                                                                                                                                                                                          وصلى عمر [رضي الله عنه] خارجا من الحرم.

                                                                                                                                                                                          وقال بعد باب: كان ابن عمر [رضي الله عنهما] يصلي ركعتي الطواف ما لم تطلع الشمس.  

                                                                                                                                                                                          وطاف عمر بعد الصبح، فركب حتى صلى الركعتين بذي طوى.

                                                                                                                                                                                          أما أثر ابن عمر، فقال ابن أبي شيبة : حدثنا يعلى بن الأجلح، عن عطاء، قال: رأيت ابن عمر وابن الزبير طافا بالبيت قبل الفجر، ثم صليا ركعتين، قبل طلوع الشمس.

                                                                                                                                                                                          وقال سعيد بن منصور في السنن: حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار، عن عمرو بن دينار، قال: رأيت ابن عمر طاف سبعا، بعد الفجر وصلى ركعتين وراء المقام، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن عطاء بن أبي رباح أنهم صلوا الصبح يوما، فغسلوا فطاف ابن عمر بعد الصبح سبعا، ثم التفت إلى أفق السماء، فرأى أن عليه غلسا لو صلى الصبح لم يبال، قال عطاء: فاتبعته، وقلت: حتى أنظر أي شيء يصنع هذا الشيخ: فصلى سجدتين.

                                                                                                                                                                                          وقال ابن أبي شيبة : حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عطاء، قال: رأيت ابن عمر طاف بالبيت، بعد الفجر، وصلى ركعتين قبل طلوع الشمس.  

                                                                                                                                                                                          وقد روي عن ابن عمر، أنه كان لا يطوف بعد الصبح، ولا بعد العصر.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 78 ] وقال سعيد بن أبي عروبة في المناسك عن أيوب، عن نافع، "أن ابن عمر كان لا يطوف بعد صلاة العصر، ولا بعد الصبح".

                                                                                                                                                                                          وروي عنه التفصيل:

                                                                                                                                                                                          قال الطحاوي: حدثنا أحمد بن داود، ثنا يعقوب بن حميد، ثنا ابن أبي عتبة، عن عمر بن ذر، عن مجاهد، قال: كان ابن عمر يطوف بعد العصر، ويصلي ما كانت الشمس بيضاء حية، فإذا اصفرت، وتغيرت طاف طوافا واحدا حتى يصلي المغرب، ثم يصلي ويطوف بعد الصبح، ويصلي ما كان في غلس، فإذا أسفر طاف طوافا واحدا، حتى ترتفع الشمس ثم يصلي.

                                                                                                                                                                                          وأما فعل عمر، فأخبرنا به أبو هريرة بن الحافظ أبي عبد الله الذهبي، إجازة أن القاسم بن مظفر، أخبره: عن محمود بن إبراهيم، أن أبا الخير الباغبان، أخبرهم: أنا أبو عمرو بن أبي عبد الله بن منده، أنا أبي، أنا أحمد هو ابن الأعرابي، ثنا الحسن يعني الزعفراني ح. وقرأت على فاطمة بنت محمد المقدسية، عن أبي نصر بن الشيرازي أن محمود بن منده كتب إليهم، أنا الحسن بن العباس الفقيه، أنا أبو الخير بن ررا، أنا عثمان بن أحمد البرجي، أنا محمد بن عمر، ثنا إسحاق بن الفيض، قالا: ثنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن ابن عبد القارئ "أن عمر طاف بعد الصبح سبعا، ثم خرج إلى المدينة، فلما كان بذي طوى -وطلعت الشمس- صلى ركعتين".

                                                                                                                                                                                          [ ص: 79 ] رواه مالك في الموطأ: عن الزهري، عن حميد، عن ابن عبد، واسمه عبد الرحمن وهو صحابي، ورجح أحمد بن حنبل رواية مالك هذه على رواية سفيان، وقال: الصواب أنه عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن.

                                                                                                                                                                                          ورواه سعيد بن أبي عروبة في المناسك: عن قتادة، عن عطاء، عن عمر مرسلا.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية