الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          وأما حديث جابر ، فأخبرناه الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن طولوبغا الدمشقي، إجازة أن عبد الرحيم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر، أخبرهم: أنا جدي، أنا أبو طاهر الخشوعي، أنا أبو محمد الأكفاني، أنا الحسين بن محمد الحنائي، أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن هلال، أنا يعقوب بن أحمد، ثنا محمد بن حرب بن زياد، ثنا إسحاق بن محمد، هو الفروي، ثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي، ثنا عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله، قال: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: "لولا أن [ ص: 162 ] أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة".  

                                                                                                                                                                                          رواه ابن عدي في كامله، من هذا الوجه.

                                                                                                                                                                                          ورواه بلفظ آخر من حديث جابر من طريق أبي الأشهب جعفر بن الحارث، عن منصور، عن أبي عتيق عنه، بلفظ "لولا أن أشق على أمتي لجعلت السواك عليهم عزيمة" وجعفر بن الحارث ضعيف، والإسناد الأول حسن وذكر ابن أبي حاتم في العلل "أنه سأل أباه عنه، فقال: المحفوظ مرسل" والله أعلم.

                                                                                                                                                                                          وأما حديث زيد بن خالد الجهني، فقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد، ثنا حرب يعني ابن شداد، عن يحيى، ثنا أبو سلمة، عن زيد بن خالد (الجهني) ، ح وقرأت على فاطمة بنت المنجا، بدمشق، عن سليمان بن حمزة، أن محمد بن عبد الواحد الحافظ أخبرهم في المختارة: أنا أبو جعفر الصيدلاني، عن فاطمة بنت عبد الله سماعا، أن محمد بن عبد الله [بن ريذة] أخبرهم: أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، ثنا أحمد بن خالد الوهبي، ثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن زيد بن خالد عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة".

                                                                                                                                                                                          وقال الإمام أحمد أيضا: حدثنا محمد بن فضيل، ثنا محمد بن إسحاق، عن [ ص: 163 ] محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن زيد بن خالد قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك، عند كل صلاة"، قال: فكان زيد يضع السواك منه موضع القلم من أذن الكاتب، كلما قام إلى صلاة استاك.

                                                                                                                                                                                          قرأته بعلو على أبي الحسن بن أبي المجد، عن سليمان بن حمزة أن علي بن هبة الله، أخبره، قال: قرئ على شهدة بنت أحمد الدينوري، وأنا أسمع، أخبركم الحسين بن طلحة أن أبا عمر بن مهدي، أخبرهم: ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا يوسف بن موسى القطان، ثنا جرير، عن محمد بن إسحاق، مثله سواء، إلا أنه قال في آخره: "لا يقوم لصلاة إلا استن، ثم صلى".

                                                                                                                                                                                          رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي من حديث محمد بن إسحاق فوقع لنا عاليا. وقال الترمذي: صحيح، وقال في موضع آخر: كلا الحديثين عندي صحيح، يعني حديث محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وحديث محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن زيد بن خالد وكان البخاري يقول: حديث أبي سلمة، عن زيد بن خالد أصح.

                                                                                                                                                                                          قلت: كأنه ترجح عنده بمتابعة يحيى بن أبي كثير، وهو متجه. ومع ذلك فعلقه بصيغة التمريض للاختلاف الواقع فيه، والله أعلم.

                                                                                                                                                                                          وأما حديث عائشة، فقال أحمد بن حنبل في مسنده: ثنا إسماعيل، هو ابن [ ص: 164 ] علية، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن محمد بن أبي عتيق، سمعت عائشة تقول: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب".

                                                                                                                                                                                          وكذا رواه أبو يعلى: عن محمد بن الصباح، عن إسماعيل.

                                                                                                                                                                                          قرأته على فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي، عن محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء، أن محمد بن إسماعيل، أخبره: أنا فاطمة بنت سعد الخير، أنا زاهر بن طاهر، أنا محمد بن عبد الرحمن الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا أبو يعلى بهذا.

                                                                                                                                                                                          ورواه شعبة، عن محمد بن إسحاق كذلك.

                                                                                                                                                                                          وقال الشافعي: أخبرنا ابن عيينة، عن ابن إسحاق به.

                                                                                                                                                                                          ورواه الحسن بن علي المعمري، في اليوم والليلة، ثنا أبو كامل الجحدري ومحمد بن عبد الملك، يعني ابن أبي الشوارب، قالا: ثنا يزيد بن زريع: ثنا عبد الرحمن بن أبي عتيق، حدثني أبي، سمعت عائشة تقول: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب".

                                                                                                                                                                                          وقال أيضا: حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، ثنا يزيد بن زريع، عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة، نحوه.

                                                                                                                                                                                          قال المعمري: ابن أبي عتيق هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر وكان محمد يكنى أبا عتيق. ورواية ابن زريع، عن عبد الرحمن بن عبد الله، يعني ولده. انتهى كلامه.

                                                                                                                                                                                          وهذا الذي نبه عليه صحيح، لا محيد عنه.

                                                                                                                                                                                          وقد رواه ابن حبان في صحيحه، قال: أنا الحسن بن سفيان، أنا روح بن عبد المؤمن، ثنا يزيد بن زريع، عن عبد الرحمن بن أبي عتيق، قال: سمعت أبي، سمعت عائشة مثله.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 165 ]

                                                                                                                                                                                          ورواه النسائي، عن حميد بن مسعدة، ومحمد بن عبد الأعلى، كلاهما، عن يزيد بن زريع، به.

                                                                                                                                                                                          وقد وقع لنا عاليا من حديثه. قرأت على إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد، عن أحمد بن أبي طالب، أن عبد اللطيف بن محمد بن علي، كتب إليهم: أنا أبو زرعة المقدسي، أنا عبد الرحمن بن حمد [الدوني] ، أنا أحمد بن الحسين [الكسار] ، أنا أبو بكر بن السني، أنا عبد الرحمن النسائي: ثنا حميد بن مسعدة، ثنا يزيد بن زريع، بهذا.

                                                                                                                                                                                          رواه سليمان بن بلال، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عتيق، عن القاسم، عن عائشة . فإن كان سليمان حفظه، فيشبه أن يكون عبد الرحمن سمعه من أبيه، وابن عم أبيه القاسم.

                                                                                                                                                                                          وقد رواه الدراوردي، عن عبد الرحمن، كرواية يزيد بن زريع، ورواه الدراوردي من وجه آخر.

                                                                                                                                                                                          ورويناه من حديث القاسم بن محمد، عن عائشة، من وجه آخر: أخبرناه أحمد بن علي بن يحيى الوكيل، أن أحمد بن أبي طالب، أخبره: أنا عبد الله بن عمر [بن اللتي] ، أنا أبو الوقت ، أنا أبو الحسن بن المظفر، أنا عبد الله بن أحمد [السرخسي] ، أنا عيسى بن عمر [السمرقندي] ، أنا عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ، أنا خالد بن مخلد، أنا إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حبيبة، أنا داود بن الحصين، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب".

                                                                                                                                                                                           
                                                                                                                                                                                          [ ص: 166 ]

                                                                                                                                                                                          رواه أبو يعلى في مسنده: عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن حميد بن عبد الرحمن، عن إسماعيل به. فوقع لنا عاليا على طريقه.

                                                                                                                                                                                          وشذ حماد بن سلمة، فرواه عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق، وهو خطأ: قرأته على فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي، بالسند المتقدم، إلى أبي يعلى، ثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا حماد بن سلمة به.

                                                                                                                                                                                          قال عبد الأعلى: هذا خطأـ قد حدثناه الدراوردي، عن ابن أبي عتيق عن أبيه، عن عائشة، قلت: وقد وقع لنا من حديث حماد بن سلمة، عاليا جدا.

                                                                                                                                                                                          قرأته على عمر بن محمد بن أحمد البالسي، قلت له: قرئ على زينب بنت الكمال وأنت تسمع، قيل لها: أخبركم عبد الخالق بن أنجب، في كتابه، عن وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا الحسن بن أحمد المخلدي، ثنا محمد بن إسحاق السراج، ثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا حماد بن سلمة، به.

                                                                                                                                                                                          وأما قول عطاء فسيأتي وتقدم.

                                                                                                                                                                                          وأما قول قتادة، فقال عبد بن حميد في التفسير: ثنا عبد الرزاق ، أنا معمر، عن قتادة، نحوه.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية