الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله فيه: [1940] حدثنا آدم، ثنا شعبة، قال: سمعت ثابتا قال: "سئل أنس بن مالك [رضي الله عنه] : أكنتم تكرهون الحجامة للصائم؟  قال: لا. إلا من أجل الضعف" وزاد شبابة "ثنا شعبة: على عهد النبي، صلى الله عليه وسلم" انتهى.

                                                                                                                                                                                          حديث آدم عند البخاري مما وقع فيه الخلل، ممن هو دونه، فقد رواه أبو ذر عن مشايخه (على الصواب) ولكن وقع في كثير من الروايات: سمعت ثابتا البناني، يسأل أنس بن مالك، وهو خطأ.

                                                                                                                                                                                          وقد رواه إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الحافظ، وجعفر بن محمد القلانسي، وأبو قرصافة محمد بن عبد الوهاب العسقلاني، وغيرهم: عن آدم، عن شعبة، عن حميد الطويل، قال: سمعت ثابتا يسأل أنسا . وهذا هو الذي لا يتجه غيره، فإن شعبة لم يلحق أنسا ، ولم يسمع منه، وإن كان بعضهم أثبت له رؤية.

                                                                                                                                                                                          وقد أصلحت في بعض النسخ من الصحيح: سئل أنس، وهو أقرب إلى الصواب من الأول. وهذا ليس من شرطنا، بل نبهنا عليه للفائدة.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 183 ]

                                                                                                                                                                                          وقد وقع لنا حديث ابن ديزيل، ومن وافقه بالسماع، قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم، ثنا شعبة، عن حميد، قال: سمعت ثابتا وهو يسأل أنس بن مالك : أكنتم تكرهون الحجامة للصائم؟ قال: لا إلا من أجل الضعف. قال البيهقي: رواه البخاري في الصحيح عن آدم عن شعبة، سمعت ثابتا البناني يسأل أنس بن مالك . والصحيح ما رويناه عن آدم. انتهى.

                                                                                                                                                                                          وكذلك قال الحافظ أبو الحجاج المزي في "الأطراف" وقال أبو نعيم في "المستخرج": حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا جعفر بن محمد القلانسي، ثنا آدم، ثنا شعبة، عن حميد، قال: سمعت ثابتا البناني، يسأل أنس بن مالك، فذكره.

                                                                                                                                                                                          وأما حديث شبابة: فقرأت على فاطمة بنت المنجا، بدمشق، أخبركم عيسى بن عبد الرحمن، في كتابه، فيما قرئ على كريمة بنت عبد الوهاب، وهو يسمع، عن أبي الخير الباغبان، أن أبا عمر بن أبي عبد الله بن منده، أخبره: أنا أبي، أنا محمد بن أحمد بن حاتم، ثنا عبد الله بن روح، ثنا شبابة بن سوار، ثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري في الحجامة للصائم، فقال: إنما كرهوا لأن منه الضعف، قال: وثنا شعبة، عن حميد، عن أنس نحوه.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية