الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله: [39] باب: وعلى الذين يطيقونه .

                                                                                                                                                                                          قال ابن عمر، وسلمة بن الأكوع، نسختها شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ... الآية إلى قوله: ولعلكم تشكرون .

                                                                                                                                                                                          أما حديث ابن عمر، فأسنده في الباب: ولفظه: "هي منسوخة" ولم يبين الناسخ.

                                                                                                                                                                                          وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الوهاب، ثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال: "نسخت هذه الآية يعني: وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين الآية التي بعدها: فمن شهد منكم الشهر فليصمه ... الآية.

                                                                                                                                                                                          وأما حديث سلمة، فأسنده في تفسير سورة البقرة، من رواية بكير بن الأشج، عن يزيد بن أبي عبيد، عنه.

                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وقال ابن نمير: ثنا الأعمش، ثنا عمرو بن مرة، ثنا ابن أبي ليلى، ثنا أصحاب محمد، صلى الله عليه وسلم، "نزل رمضان فشق عليهم، فكان من أطعم كل يوم [ ص: 185 ] مسكينا ترك الصوم ممن يطيقه، ورخص لهم في ذلك، فنسختها: وأن تصوموا خير لكم فأمروا بالصوم.

                                                                                                                                                                                          قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو أحمد، يعني الحاكم أنا الحسين بن محمد بن عفير، ثنا علي، يعني ابن الربيع الأنصاري، ثنا عبد الله بن نمير، عن الأعمش، ثنا عمرو بن مرة، ثنا عبد الرحمن بن أبي ليلى، ثنا أصحاب محمد، صلى الله عليه وسلم، قالوا: أحيل الصوم عليه ثلاثة أحوال،  قدم الناس المدينة، ولا عهد لهم بالصيام، فكانوا يصومون ثلاثة أيام من كل شهر، حتى نزل: شهر رمضان فاستكثروا ذلك، وشق عليهم، فكان من أطعم مسكينا، كل يوم ترك الصيام ممن يطيقه، رخص لهم في ذلك، فنسخه وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون قال: فأمروا بالصيام.

                                                                                                                                                                                          رواه أبو داود من حديث شعبة، والمسعودي مطولا.

                                                                                                                                                                                          وقد وقع لنا حديث ابن نمير من وجه آخر، أعلى من طريق البيهقي: قرأت على عبد الله بن محمد بن أحمد المقدسي، بسفح قاسيون، أخبركم عبد الله بن الحسين الأنصاري، في كتابه، عن إسماعيل بن أحمد العراقي، أن محمد بن عبد الخالق، أخبره، في كتابه: أنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، ثنا أبو إسحاق بن حمزة ثنا ابن زيدان، ثنا أبو كريب، وابن عفان، قالا: ثنا ابن نمير، به.

                                                                                                                                                                                          قلت: ابن زيدان اسمه عبد الله، وابن عفان اسمه الحسن بن علي بن عفان.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية