الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله: [40] باب متى يقضى قضاء رمضان.

                                                                                                                                                                                            [ ص: 186 ]

                                                                                                                                                                                          قال ابن عباس: لا بأس أن يفرق لقول الله تعالى: فعدة من أيام أخر .

                                                                                                                                                                                          وقال سعيد بن المسيب في صوم العشر: لا يصلح حتى يبدأ برمضان، وقال إبراهيم: إذا فرط حتى جاء رمضان آخر يصومهما، ولم ير عليه إطعاما.

                                                                                                                                                                                          ويذكر عن أبي هريرة مرسلا، وعن ابن عباس أنه يطعم. انتهى.

                                                                                                                                                                                          أما قول ابن عباس، فأخبرنا به أحمد بن علي بن يحيى بن تميم، سماعا، أن أحمد بن أبي طالب، أخبره: أنا عبد الله بن المظفر بن علي بن طراد، في كتابه، أن أبا الفتح بن البطي، أخبره: أنا محمد بن عبد السلام، أنا أبو علي بن شاذان، أنا دعلج بن أحمد، ثنا محمد بن علي الصائغ، ثنا أحمد بن شبيب، ثنا أبي، ثنا يونس، عن ابن شهاب، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أنه سمع ابن عباس ، يقول: "لا يضرك كيف قضيتها، إنما هي عدة من أيام أخر فأحصه".

                                                                                                                                                                                          تابعه معمر، عن الزهري.

                                                                                                                                                                                          أنبأنا به محمد بن عبد الرحيم الجزري، مشافهة بالإسكندرية، أن العلامة شهاب الدين أحمد بن قيس، أخبره: أنا عبد الرحيم بن يوسف، أنا عمر بن محمد [بن طبرزد] ، أنا محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا علي بن محمد بن لولو، ثنا حمزة بن محمد الكاتب، ثنا نعيم بن حماد، ثنا ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس "فيمن عليه قضاء، من شهر رمضان، قال: يقضيه متفرقا، فإن الله، قال: فعدة من أيام أخر .

                                                                                                                                                                                          وقال الدارقطني: ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا ابن علية، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، في قضاء رمضان "صمه كيف شئت".

                                                                                                                                                                                          [ ص: 187 ]

                                                                                                                                                                                          وروى مالك في الموطأ، عن ابن شهاب "أن ابن عباس ، وأبا هريرة اختلفا في قضاء رمضان، فقال أحدهما: "يفرق" وقال الآخر: "لا يفرق". هكذا أخرجه مرسلا.

                                                                                                                                                                                          وأما قول سعيد بن المسيب، فقال ابن أبي شيبة (في مصنفه): حدثنا عبدة عن قتادة، عن ابن المسيب "أنه كان لا يرى بأسا أن يقضى رمضان في العشر".

                                                                                                                                                                                          وأما قول إبراهيم، فقال سعيد بن منصور : ثنا هشيم، ثنا يونس، عن الحسن. ح. وعن منصور، عن الحارث العكلي، عن إبراهيم، أنهما كانا يقولان: "إذا تتابع عليه رمضانان، صامهما صياما، قال: وإن صح بينهما، فلم يقض الأول، فبئسما صنع، فليستغفر الله، وليصم.

                                                                                                                                                                                          وأما قول أبي هريرة ، فقال الدارقطني، ثنا محمد بن مخلد، ثنا حمد بن عثمان بن سعيد، ثنا سهل بن بكار. ح. وقال البيهقي: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا أبو سهل بن زياد [القطان] ، ثنا علي بن محمد بن أبي الشوارب، ثنا سهل بن بكار، ثنا أبو عوانة ، عن رقبة، قال: زعم جابر أنه سمع أبا هريرة، قال: في المريض يمرض، فلا يصوم رمضان،  ثم يبرأ، فلا يصوم حتى يدركه رمضان آخر، قال: يصوم الذي حضره، ويصوم الآخر، ويطعم لكل ليلة مسكينا.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 188 ]

                                                                                                                                                                                          ورواه الدارقطني أيضا من رواية ابن جريج، وقيس بن سعد، عن عطاء. وقال: إسناد صحيح.

                                                                                                                                                                                          وأما قول ابن عباس، فقال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الحسن بن مكرم، ثنا يزيد بن هارون، ثنا شعبة، عن الحكم، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، "في رجل أدركه رمضان وعليه رمضان آخر، قال: يصوم هذا، ويطعم عن ذاك، لكل يوم مسكينا، ويقضيه".

                                                                                                                                                                                          وأخبرنا به عاليا عمر بن محمد بن أحمد الصالحي، أن أبا بكر بن محمد الدقاق، أخبره: أنا علي بن أحمد [السعدي] ، عن عبد الله بن عمر [بن اللتي] أن الفضل بن محمد الأبيوردي، أخبره: أنا محمد بن محمد، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن حمدويه المروزي، ثنا محمود بن آدم، ثنا سفيان بن عيينة. ح. وقرأته عاليا بدرجة أخرى على مريم بنت أحمد الأسدية، أخبرك أحمد بن أبي طالب، في كتابه، عن محمد بن أحمد بن عمر المؤرخ، أن أحمد بن محمد بن عبد العزيز، أخبرهم إجازة، إن لم يكن سماعا: أن الحسن بن عبد الرحمن، أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس، أنا عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يزيد بن المقرئ، أنا جدي، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: "من فرط في صيام شهر رمضان حتى يدركه رمضان آخر، فليصم هذا الذي أدركه، ثم ليصم ما فاته، ويطعم مع كل يوم مسكينا".

                                                                                                                                                                                          وبه إلى علي بن عمر الحافظ، ثنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا الحسن بن الفضل بن السمح، ثنا علي بن زيجة الرازي، ثنا عبد الصمد المقرئ الرازي، ثنا عمرو بن أبي قيس، عن مطرف، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن أبي هريرة ، فذكره. وقال: إسناد حسن موقوف.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية