قوله: [17] باب من لم يقبل الهدية لعلة.
وقال عمر بن عبد العزيز: "كانت الهدية في زمن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، هدية، واليوم رشوة".
أخبرنا بذلك محمد بن أحمد بن علي المهدوي ، مشافهة، عن محمد بن محمد بن محمد بن هبة الله الفارسي ، عن جده، أنا الحافظ أبو القاسم بن عساكر ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين [الفرضي] ، أنا أبو الحسين بن المهتدي ، ثنا علي بن عمر الحربي. ح. وقرأت على أحمد بن الحسن [السويداوي] أن إبراهيم بن علي ، أخبرهم: أنا أبو الفرج الحراني ، أنا أبو المكارم اللبان ، في كتابه، أنا أبو علي الحداد ، أنا ، ثنا أبو نعيم حبيب بن الحسن. ح. وقال ابن عبد البر في [ ص: 359 ] التمهيد: قرأت على أحمد بن قاسم ، أن محمد بن معاوية حدثهم، قالوا: ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ، ثنا ، ثنا الهيثم بن خارجة إسماعيل ، عن ، قال: عمرو بن مهاجر اشتهى تفاحا، فقال: لو كان عندنا شيء من تفاح، فإنه طيب الريح، طيب الطعم، فقام رجل من أهل بيته، فأهدى إليه تفاحا، فلما جاء به الرسول، قال عمر بن عبد العزيز عمر: ما أطيب ريحه، وأحسنه. ارفعه يا غلام، وأقرئ فلانا السلام، وقل له: إن هديتك وقعت عندنا بحيث نحب، قال فقلت له: يا أمير المؤمنين، ابن عمك، ورجل من أهل بيتك، وقد بلغك أن عمرو بن مهاجر: ولا يأكل الصدقة، فقال: ويحك، إن الهدية كانت للنبي، صلى الله عليه وسلم، هدية، وهي لنا اليوم رشوة. النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يأكل الهدية،
وقال في الطبقات: أخبرنا ابن سعد عبد الله بن جعفر ، ثنا أبو المليح الحسن بن عمرو الرقي ، عن فرات بن مسلم ، قال: اشتهى التفاح، فبعث إلى بيته، فلم يجد شيئا، يشترون له به، فركب وركبنا معه، فمر بدير، فتلقاه غلمان الديرانيين، معهم أطباق فيها تفاح، فوقف على طبق منها، فتناول تفاحة، فشمها، ثم أعادها إلى الطبق، ثم قال ادخلوا ديركم، لا أعلمكم بعثتم إلى أحد من أصحابي بشيء، قال فحركت بغلي فلحقته، فقلت: يا أمير المؤمنين، اشتهيت التفاح، فلم يجدوه لك، فأهدي لك، فرددته؟ قال: لا حاجة لي فيه، فقلت: ألم يكن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عمر بن عبد العزيز وأبو بكر ، وعمر يقبلون الهدية، قال: إنها لأولئك هدية، وهي للعمال بعدهم رشوة. (لفظ ابن سعد).
رواه في كتاب أخبار أحمد بن إبراهيم الدورقي ، عن عمر بن عبد العزيز عبد الله بن جعفر به.