الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله: (43) باب وضوء الرجل مع امرأته.

                                                                                                                                                                                          وتوضأ عمر بالحميم ومن بيت نصرانية.

                                                                                                                                                                                          أما وضوء عمر بالحميم -وهو الماء الحار- فقال الدارقطني في السنن، فيما أخبرنا محمد بن محمد بن قوام [البالسي] ، عن أبي بكر المغاري ، سماعا، أن أبا الحسن بن البخاري ، أخبره: أنا عبد الله بن عمر الصفار ، في كتابه، أنا الفضل بن محمد الأبيوردي ، أنا أبو منصور النوقاني ، عنه، قال: ثنا الحسين بن إسماعيل ، ثنا إدريس بن الحكم ، ثنا علي بن غراب ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أسلم مولى عمر "أن عمر بن الخطاب كان يسخن [ماء في قمقمه] ، ويغتسل به "  قال الدارقطني: هذا إسناد صحيح. انتهى. [ ص: 130 ]

                                                                                                                                                                                          رواه ابن أبي شيبة في مصنفه: عن وكيع ، عن هشام به.

                                                                                                                                                                                          وعن عبد العزيز بن محمد ، عن زيد بن أسلم مثله.

                                                                                                                                                                                          ورواه البيهقي ، عن أبي بكر بن الحارث ، عن الدارقطني ، فوقع لنا بدلا عاليا.

                                                                                                                                                                                          وقرأت على أحمد بن علي بن عبد الحق ، بدمشق، أخبركم الحافظان: أبو الحجاج المزي وأبو محمد البرزالي ، قالا: أنا عبد العزيز بن عبد المنعم [الحراني] ، أنا ضياء بن أبي القاسم بن الخريف ، أنا أبو بكر المهندس ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا الحسين بن محمد الدقاق ، ثنا محمد بن يحيى المروزي ، ثنا أبو عبيد القاسم بن سلام ، ثنا ابن أبي مريم ، ونعيم بن حماد ، عن عبد العزيز بن محمد [الدراوردي] ، ثنا زيد بن أسلم ، عن أبيه "أن عمر بن الخطاب كان يغتسل، ويتوضأ بالحميم".  

                                                                                                                                                                                          رواه عبد الرزاق في مصنفه: عن معمر ، عن زيد بن أسلم به.

                                                                                                                                                                                          وعن معمر ، عن أيوب ، عن نافع "أن ابن عمر كان يتوضأ بالماء الحميم".

                                                                                                                                                                                          وقال سعيد بن منصور: حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه "أن عمر كان يتوضأ بالحميم ويغتسل منه" [ ص: 131 ] .

                                                                                                                                                                                          وأما وضوءه من بيت نصرانية، فقال الدارقطني أيضا: حدثنا الحسين بن إسماعيل ، ثنا خلاد بن أسلم ، ثنا سفيان ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه "أن عمر توضأ من بيت نصرانية أتاها، فقال: أيتها العجوز، أسلمي تسلمي".

                                                                                                                                                                                          وكذلك رواه الشافعي في الأم، وعبد الرزاق في المصنف، كلاهما عن سفيان. وهذا إسناد ظاهره الصحة، وهو منقطع.

                                                                                                                                                                                          رواه سعدان بن نصر ، عن سفيان بن عيينة ، قال: حدثنا عن زيد بن أسلم -ولم أسمعه- عن أبيه، قال: لما كنا بالشام أتيت عمر بماء، فتوضأ منه، فقال: من أين جئت بهذا؟ فما رأيت ماء عد، ولا ماء سماء، أطيب منه. قال: قلت: من بيت هذه العجوز النصرانية، فلما توضأ أتاها، فقال: أيتها العجوز أسلمي تسلمي. بعث الله (بالحق محمدا) ، قال فكشفت رأسها، فإذا مثل الثغامة، قالت: وأنا أموت الآن قال: فقال عمر: اللهم اشهد.

                                                                                                                                                                                          قال البيهقي في السنن الكبير: أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن الصفار ، ثنا سعدان بهذا. [ ص: 132 ]

                                                                                                                                                                                          وهكذا رواه الدارقطني أيضا: عن الحسين بن إسماعيل ، عن أحمد بن إبراهيم البوشنجي ، عن ابن عيينة.

                                                                                                                                                                                          وكذا رواه علي بن حرب الطائي ، عن ابن عيينة مثله.

                                                                                                                                                                                          وأخرجه الإسماعيلي من حديث ابن عيينة فقال: عن (ابن) زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده به.

                                                                                                                                                                                          وأولاد زيد بن أسلم هم عبد الله ، وعبد الرحمن ، وأسامة ، وهم ضعفاء، وأمثلهم عبد الله، والله أعلم من عنى ابن عيينة منهم.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية