الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله: [4] باب صفة الشمس والقمر.

                                                                                                                                                                                          بحسبان ، قال مجاهد: كحسبان الرحى، وقال غيره: بحساب ضحاها: ضوؤها، أن تدرك القمر: لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر، ولا ينبغي لهما ذلك. سابق النهار: يتطالبان حثيثين. نسلخ: نخرج كل واحد منهما من الآخر، ومجري كل واحد منهما. واهية: وهيها تشققها. أرجائها: ما لم ينشق منها، فهو على حافتيها، كقولك: على أرجاء البئر. أغطش وجن: أظلم، وقال الحسن: كورت: تكور حتى يذهب ضوؤها، والليل وما وسق: جمع من دابة. اتسق: استوى. بروجا: منازل الشمس، والقمر. الحرور: بالنهار مع الشمس، وقال ابن عباس ، ورؤبة: الحرور بالليل، والسموم بالنهار.

                                                                                                                                                                                          أما تفاسير مجاهد ، فقال الفريابي: حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله: بحسبان ، قال: كحسبان الرحى.  

                                                                                                                                                                                          [ ص: 492 ] وبه في قوله: والشمس وضحاها ، قال: ضوؤها.

                                                                                                                                                                                          وبه في قوله: لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ، قال: لا يستر ضوء أحدهما الآخر، ولا ينبغي ذلك لهما، ولا الليل سابق النهار ، قال: يطلبان حثيثين: نسلخ : نخرج أحدهما من الآخر، ومجرى كل واحد منهما في فلك يسبحون.

                                                                                                                                                                                          وأما قول غير مجاهد في قوله: بحسبان ، فقال عبد بن حميد: حدثنا جعفر بن عون ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي مالك في قوله: الشمس والقمر بحسبان ، قال: بحساب، ومنازل.

                                                                                                                                                                                          وقد روي ذلك عن ابن عباس ، قال إبراهيم الحربي في غريبه: حدثنا عبيد الله ، عن ابن مهدي ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله: بحسبان ، قال: بحساب.

                                                                                                                                                                                          وأما تفاسير الحسن ، فقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا إسماعيل بن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن في قوله: إذا الشمس كورت ، قال: تكور حتى يذهب ضوؤها.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 493 ] وقال عبد بن حميد: حدثنا هاشم بن القاسم ، عن المبارك، هو ابن فضالة ، عن الحسن في قوله: والليل وما وسق ، قال: وما جمع.

                                                                                                                                                                                          أخبرني عمرو بن عون ، عن هشيم ، عن منصور ، عن الحسن في قوله: والقمر إذا اتسق ، قال: استوى.

                                                                                                                                                                                          وأما قول ابن عباس في تفسير الحرور............

                                                                                                                                                                                          وأما قول رؤبة في ذلك، فذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى ، في كتابه، عن رؤبة بن العجاج أنه كان يقول: الحرور بالليل، والسموم بالنهار.

                                                                                                                                                                                          وقال إبراهيم الحربي في غريب الحديث: أنا الأثرم ، عن أبي عبيدة ، قال: الحرور بالنهار مع الشمس، قال: وكان رؤبة يقول: الحرور بالليل، والسموم بالنهار.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية