قوله فيه: [3306] حدثنا سعيد بن عفير ، عن ابن وهب ، حدثني يونس ، عن ابن شهاب ، عن عروة يحدث عن عائشة [رضي الله عنها] ، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال للوزغ: فويسق، ولم أسمعه أمر بقتله، وزعم سعد بن أبي وقاص "أن النبي، صلى الله عليه وسلم، أمر بقتله".
إن كان القائل "وزعم سعد" عروة ، فهو متصل، فإنه سمع من سعد ، وكذا إن كانت عائشة، وإن كان الزهري، فهو منقطع، ويحتمل أن يكون القائل "وزعم سعد" هو البخاري ، فيكون معلقا، وفيه بعد شديد.
وقد أخرجه مسلم ، عن أبي الطاهر ، وحرملة ، كلاهما عن ابن وهب بهذا الإسناد، ولم يقل فيه "وزعم سعد" إلى آخره، ولا في رواية أبي الطاهر أيضا، ولم [ ص: 519 ] أسمعه أمر بقتله.
وأخرجه النسائي ، عن وهب بن بيان.
وأخرجه ابن ماجه ، عن أبي الطاهر ، كلاهما عن ابن وهب ، كما قال مسلم ، عن أبي الطاهر كذلك.
وأخرجه ابن حبان ، عن عمر بن محمد بن يحيى ، عن أبي الطاهر ، وزاد مع يونس مالكا ، واستغربه، وليس بغريب؛ لما سيأتي.
وقد أخرج مسلم ، وأبو داود ، وابن حبان ، وأحمد من طريق معمر، عن الزهري ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، "أن النبي، صلى الله عليه وسلم، أمر بقتل الوزغ، وسماه فويسقا".
فيحتمل أن يكون الزهري وصله لمعمر بذكر عامر ، وأرسله ليونس ، ثم وجدت هذا الاحتمال بعينه صريحا عند الدارقطني في غرائب مالك ، فإنه رواه عن أبي محمد بن صاعد ، عن بحر بن نصر ، عن ابن وهب ، قال: أخبرني مالك ، ويونس ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة، "أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال للوزغ: فويسق".
وعن ابن شهاب ، عن سعد بن أبي وقاص، "أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أمر بقتل الوزغ".
ثم أخرجه الدارقطني من طريق أخرى، عن مالك وحده، عن ابن شهاب.
وزاد: لم أسمعه أمر بقتله، وليس فيه حديث سعد ، وظهر بهذا تعيين القائل في رواية البخاري "وزعم سعد" أنه الزهري ، وأنه ليس بمعلق، فلله الحمد على ما أنعم.


