الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 492 ] 1269 - حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا المبارك بن فضالة ، عن أبي عمران الجوني ، عن ربيعة بن كعب ، قال : كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال ذات يوم : " يا ربيعة ، ألا تتزوج ؟ " ، قال : قلت : يا رسول الله ، والله ما عندي ما يقيم امرأة ، وما أحب أن يشغلني عن خدمتك شيء . ثم قال لي يوما آخر : " يا ربيعة ، ألا تتزوج ؟ " ، فقلت له مثل ذلك ، قال : ثم قلت في نفسي : والله لرسول الله أعلم بما يصلحني من أمر دنياي وآخرتي مني ، والله لئن قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الثالثة لأقولن نعم ، فقال لي الثالثة : " يا ربيعة ، ألا تزوج ؟ " ، قال : قلت : ليصنع رسول الله ما شاء ، فقال : " انطلق إلى آل فلان - ناس من الأنصار - فقل : رسول الله أرسلني يقرئ السلام ويأمركم أن تزوجوني فلانة " ، فأتيتهم فقلت : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمركم أن تزوجوني فلانة . فقالوا : مرحبا برسول الله وبرسول رسول الله ، والله لا يرجع رسول رسول الله اليوم إلا بحاجته . قال : فزوجوني وأكرموني ، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرآني كئيبا حزينا ، فقال : " ما لك يا ربيعة ؟ " قلت : يا رسول الله ، أتيت قوما كراما فأكرموني وزوجوني ، وليس عندي ما أسوق ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بريدة الأسلمي ، اجمع لي في وزن نواة من ذهب ، فجمع لي فيها ، فقال : " انطلق بهذا إليهم " ، فأتيتهم فقبلوا ذلك مني وفرحوا ، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرآني كئيبا ، فقال : ما لك يا ربيعة ؟ " ، قلت : [ ص: 493 ] يا رسول الله ، أتيت قوما كراما فقبلوا ذلك مني وفرحوا ، وليس عندي ما أولم ! قال : " يا بريدة ، اجمعوا له في ثمن كبش " ، فجمعوا لي في ثمن كبش عظيم ، ثم قال : " ائت عائشة فقل لها يقول لك رسول الله : ادفعي إليه ذاك الطعام " ، فأتيتها فقالت : دونك المكتل ، والله ما عندنا غيره . قال : فأخذته وأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : انطلق بهذا إليهم فليصلح هذا عندهم خبزا ولينضج هذا عندهم لحما . فأتيتهم به ، فقالوا : أما الخبز فنحن نكفيكموه ، واكفونا أنتم اللحم . فانطلقت بالكبش إلى أناس من أصحابي فتعاونا عليه ، ففرغنا منه ، وانطلقت به فأولمت ، فدعوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأجابني   .

التالي السابق


الخدمات العلمية