الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2192 - حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن إسحاق بن عبد الله ، عن أنس ، قال : جاءت هوازن يوم حنين تكثر على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنساء والصبيان والإبل والغنم ، فانهزم المسلمون يومئذ ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يقول : يا هوازن ، يا معشر المسلمين المهاجرين والأنصار ، إني عبد الله ورسوله ، يا معشر المسلمين إلي ، أنا عبد الله ورسوله فهزم الله المشركين من غير أن يطعن برمح أو يرمى بسهم ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ : " من قتل مشركا فله [ ص: 553 ] سلبه " فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا ، وأخذ أسلابهم ، قال أبو قتادة : يا رسول الله ، إني حملت على رجل فضربته على حبل العاتق ، فأجهضت عنه ، وعليه درع ، فانظر من أخذها ، فقال رجل : أنا أخذتها يا رسول الله ، فأعطنيها وأرضه منها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل شيئا إلا أعطاه ، أو يسكت ، فقال عمر : لا ، والله لا يفيئها الله على أسد من أسده ثم نعطيكها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صدق عمر " .

قال : ورأى أبو طلحة مع أم سليم خنجرا ، فقال : ما تصنعين بهذا ؟ قالت : أريد إن دنا أحد من المشركين أن أبعج بطنه ، فذكر ذلك أبو طلحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : " يا أم سليم ، إن الله قد كفى وأحسن " فقالت : يا رسول الله ، اقتل هؤلاء ينهزموا بك
 
.

التالي السابق


الخدمات العلمية