2789 حدثنا قال : حدثنا أبو داود ، قال : [ ص: 389 ] حدثنا عباد بن منصور ، عن عكرمة ، قال : ابن عباس والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء إلى آخر الآية ، فقال سعد بن عبادة : أهكذا أنزلت ؟ فلو وجدت لكاعا متفخذها رجل لم يكن لي أن أحركه ، ولا أهيجه حتى آتي بأربعة شهداء ؟ فوالله لا آتي بأربعة شهداء حتى يقضي حاجته . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا معشر الأنصار ، ألا تسمعون ما يقول سيدكم ؟ " قالوا : يا رسول الله ، لا تلمه ; فإنه رجل غيور ، والله ما تزوج فينا قط إلا عذراء ، ولا طلق امرأة له فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته . فقال سعد : والله إني لأعلم يا رسول الله أنها الحق ، وأنها من عند الله عز وجل ، ولكني عجبت .
فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك إذ جاء هلال بن أمية الواقفي ، وهو أحد الثلاثة الذين تاب الله عليهم ، فقال : يا رسول الله ، إني جئت البارحة عشاء من حائط لي كنت فيه ، فرأيت عند أهلي رجلا ، ورأيت بعيني ، وسمعت بأذني ، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء به ، فقيل : أيجلد هلال وتبطل شهادته في المسلمين ؟ فقال هلال : يا رسول الله ، والله إني لأرى في وجهك أنك تكره ما جئت به ، وإني لأرجو أن يجعل الله فرجا . قال : فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك إذ نزل عليه الوحي ، وكان رسول الله [ ص: 390 ] صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي تربد لذلك جسده ووجهه ، وأمسك عنه أصحابه فلم يكلمه أحد منهم ، فلما رفع الوحي قال : " أبشر يا هلال " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ادعها " فدعيت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تبارك وتعالى يعلم أن أحدكما كاذب ، فهل منكما تائب ؟ " فقال هلال : والله يا رسول الله ما قلت إلا حقا ، ولقد صدقت . قال : فقالت هي عند ذلك : كذب . قال : فقيل لهلال : أتشهد أربع شهادات بالله إنك لمن الصادقين ؟ وقيل له عند الخامسة : يا هلال اتق الله ، فإن عذاب الله أشد من عذاب الناس ، وإن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب . قال : والله لا يعذبني الله عليها أبدا ، كما لم يجلدني عليها ، فشهد الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين . وقيل : اشهدي أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين ، وقيل لها عند الخامسة : يا هذه ، اتقي الله ، فإن عذاب الله أشد من عذاب الناس ، وإن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب ، فتلكأت ساعة ثم قالت : والله لا أفضح قومي ، فشهدت الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين . قال : وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا ترمى ، ولا يرمى [ ص: 391 ] ولدها ، ومن رماها ورمى ولدها جلد الحد ، وليس لها عليه قوت ولا سكنى ; من أجل أنهما يتفرقان بغير طلاق ، ولا متوفى عنها ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبصروها ، فإن جاءت به أثيبج ، أصيهب ، أرسح ، حمش الساقين فهو لهلال بن أمية ، وإن جاءت به خدلج الساقين ، سابغ الأليتين ، أورق ، جعدا ، جماليا فهو لصاحبه " قال : فجاءت به أورق ، جعدا ، جماليا ، خدلج الساقين ، سابغ الأليتين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لولا الأيمان لكان لي ولها أمر لما نزلت هذه الآية : قال عباد : فسمعت عكرمة يقول : لقد رأيته أمير مصر من الأمصار ، لا يدرى من أبوه .