[ ص: 430 ] 2834 حدثنا قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، قال : أبي نضرة على منبر ابن عباس البصرة ، فحمد الله عز وجل وأثنى عليه ، ثم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من نبي إلا وله دعوة ، كلهم قد تنجزها في الدنيا ، وإني ادخرت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ، ألا وإني سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ، وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر ، وبيدي لواء الحمد تحته آدم فمن دونه ولا فخر ، ويشتد كرب ذلك اليوم على الناس فيقولون : انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر ، فليشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا .
فيأتون آدم عليه السلام فيقولون : أنت الذي خلقك الله بيده ، وأسكنك جنته ، وأسجد لك ملائكته ، فاشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا فيقول : إني لست هناكم ، إني أخرجت من الجنة بخطيئتي ، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ، ولكن ائتوا نوحا أول النبيين .
فيأتون نوحا عليه السلام فيقولون : اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا فيقول : لست هناكم ، إني دعوت دعوة أغرقت أهل الأرض ، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الله .
[ ص: 431 ] فيأتون إبراهيم صلى الله عليه وسلم فيقولون : اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا فيقول : إني لست هناكم ، إني كذبت في الإسلام ثلاث كذبات ، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والله ما حاول بهن إلا عن دين الله ; قوله : إني سقيم ، وقوله : بل فعله كبيرهم هذا ، وقوله لسارة : قولي : إنه أخي - ولكن ائتوا موسى عبدا اصطفاه الله برسالاته وبكلامه .
فيأتون موسى فيقولون : اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا فيقول : إني لست هناكم ، إني قتلت نفسا بغير نفس ، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ، ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته .
فيأتون عيسى فيقولون : اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا ، فيقول : إني لست هناكم ، إني اتخذت وأمي إلهين من دون الله ، ولكن أرأيتم لو أن متاعا في وعاء قد ختم عليه ، أكان يوصل إلى ما في الوعاء حتى يفض الخاتم ؟ فيقولون : لا ، فيقول : فإن محمدا صلى الله عليه وسلم قد حضر اليوم ، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فيأتيني الناس فيقولون : اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا ، فأقول : أنا لها ، أنا لها ، حتى يأذن الله عز وجل لمن [ ص: 432 ] يشاء ويرضى ، فإذا أراد الله عز وجل أن يقضي بين خلقه نادى منادي : أين أحمد وأمته ؟ فأقوم ويتبعني أمتي ، غر محجلون من أثر الطهور " .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فنحن الآخرون الأولون ، أول من يحاسب ، وتفرج لنا الأمم عن طريقنا ، وتقول الأمم : كادت هذه الأمة أن تكون أنبياء كلها " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فأنتهي إلى باب الجنة ، فأستفتح فيقال : من هذا ؟ فأقول : أحمد ، فيفتح لي ، فأنتهي إلى ربي ، وهو على كرسيه ، فأخر ساجدا ، فأحمد ربي بمحامد لم يحمده أحد قبلي ، ولا يحمده بها أحد بعدي ، فيقال لي : ارفع رأسك ، وقل تسمع ، وسل تعطه ، واشفع تشفع ، فأشفع فيقال : فاذهب فأخرج من النار من كان في قلبه من الخير كذا وكذا ، فأنطلق فأخرجهم ، ثم أرجع إلى ربي ، فأخر ساجدا ، فيقال لي : ارفع [ ص: 433 ] رأسك ، وقل تسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعطه ، قال : فيحد لي حدا ، فأخرجهم خطبنا " .