[ ص: 320 ] 404 - حدثنا ، قال : حدثنا أبو داود ، عن هشام ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن عمران بن حصين ، قال : عبد الله بن مسعود موسى بن عمران في كبكبة من بني إسرائيل ، فلما رأيتهم أعجبوني ، فقلت : يا رب من هذا ؟ قال : هذا أخوك موسى بن عمران ومن تبعه من بني إسرائيل ، قلت : يا رب ، فأين أمتي ؟ قال : انظر عن يمينك ، فنظرت فإذا الظراب - ظراب مكة - قد سدت بوجوه الرجال ، قلت : يا رب ، من هؤلاء ؟ قيل : هؤلاء أمتك ، قيل : أرضيت ؟ قلت : نعم ، قد [ ص: 321 ] رضيت ، قيل : انظر عن يسارك ، فنظرت ، فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال ، قلت : يا رب ، من هؤلاء ؟ قيل : هؤلاء أمتك ، قيل : رضيت ؟ قلت : نعم رب رضيت ، قيل : فإن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، فأنشأ عكاشة بن محصن أخو بني أسد ، فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم ، فقال : اللهم اجعله منهم ، فأنشأ رجل آخر ، فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم ، قال : سبقك بها عكاشة بن محصن ، قال : وذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فداكم أبي وأمي ، إن استطعتم أن تكونوا من السبعين فكونوا ، فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الظراب ، فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الأفق ، فإني قد رأيت ثم ناسا يتهاوشون كثيرا ، قال : وذكر لنا أن رجالا من المؤمنين - أو ناسا من المؤمنين - تراجعوا بينهم ، فقالوا : ما ترون هؤلاء السبعين ألفا ؟ حتى صيروا من أمورهم أن قالوا : ناس ولدوا في الإسلام ، فلم يزالوا يعملون به حتى ماتوا عليه ، فبلغ حديثهم نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : ليس كذاكم ، ولكنهم الذين لا يكتوون ، ولا يسترقون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون ، وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : إني لأرجو أن يكون من [ ص: 322 ] يتبعني من أمتي ربع أهل الجنة ، فكبرنا ، فقال : إني لأرجو أن يكونوا الشطر " قال : فكبروا ، قال : وتلا هذه الآية ثلة من الأولين وثلة من الآخرين كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة حتى أكرينا الحديث ، ثم رجعنا إلى أهالينا ، فلما أصبحنا غدونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عرض علي الأنبياء بأممها وأتباعها من أممها ، فجعل يمر النبي معه الثلاثة من أمته ، والنبي معه العصابة من أمته ، والنبي يمر معه النفر من أمته ، والنبي يمر معه الرجل من أمته ، والنبي ما معه أحد من أمته ، حتى مر علي .