فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون
قوله: فآت ذا القربى حقه أي: من الصلة والبر، والمسكين قال : حقه أن يتصدق عليه. مقاتل
وابن السبيل يعني الضيافة، "ذلك خير" إعطاء الحق خير وأفضل من الإمساك، للذين يريدون وجه الله يطلبون [ ص: 435 ] بما يعلمون ثواب الله، ثم نعتهم بقوله: أولئك هم المفلحون .
قوله: وما آتيتم من ربا قال : الربا في هذا الموضع الهدية يهديها الرجل لأخيه يطلب المكافأة، فإن ذلك لا يراد عند الله، لا يؤجر عليه صاحبه، ولا إثم عليه. السدي
وروى ، عن قتادة ، قال: هي هبة الرجل، يهب الشيء يريد أن يثاب عليه أفضل منه. ابن عباس
وهذا قول جماعة المفسرين، قال : يعني دفع الإنسان الشيء ليعوض ما هو أكثر منه، وذلك ليس بحرام، ولكنه لا ثواب فيه؛ لأن الذي يهبه يستدعي رد ما هو أكثر منه. الزجاج
وقرأ ابن كثير أتيتم مقصورا، وهو يؤول في المعنى إلى قول من مد، كأنه قيل: وما جئتم من ربا ومجيئهم ذلك على وجه الإعطاء له، كما تقول: أتيت خطأ، وأتيت صوابا، وأتيت قبيحا، إنما هو فعل له وسمي المدفوع على وجه اجتلاب الزيادة ربا؛ لأن غرضه فيه الاستزادة على ما أعطى، فسمي باسم الزيادة.
وقوله: ليربو في أموال الناس أي: في اجتلاب أموال الناس واجتذابها، وقرأ نافع لتربوا بالتاء وضمها، أي لتصير ذوي زيادة من أموال الناس بما آتيتم، وهو من الربى، أي صار ذا زيادة، فلا يربو عند الله لأنكم قصدتم إلى زيادة العوض ولم تقصدوا البر والقربة.
وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله وما أعطيتم من صدقة لا تطلبون بها المكافأة، وإنما تقصدون بها ما عند الله، فأولئك هم المضعفون يضاعف لهم الثواب، يعطون الحسنة عشر أمثالها، والمضعف ذو الأضعاف من الحسنات.