يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا
يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن جمع جلباب، وهو الملاءة التي تشتمل بها المرأة، قال المفسرون: يغطين رؤوسهن ووجوههن إلا عينا واحدة، فيعلم أنهن حرائر، فلا يعرض لهن بأذى، وهو قوله: ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين قال : كانت السدي المدينة ضيقة المنازل، وكانت النساء يخرجن بالليل لقضاء الحاجة، وكان فساق من فساق المدينة يخرجون، فإذا رأوا المرأة عليها قناع قالوا هذه حرة فتركونا، وإذا رأوا المرأة بغير قناع قالوا أمة فكابروها.
وقوله: وكان الله غفورا أي: لمن اتبع أمره، رحيما به، ثم أوعد هؤلاء الفساق، فقال: لئن لم ينته المنافقون عن [ ص: 483 ] نفاقهم، والذين في قلوبهم مرض يعني الفجور، وهم الزناة، والمرجفون في المدينة وهم قوم كانوا يوقعون الأخبار بما يكره المؤمنون، يقولون: قد أتاكم العدو، ويقولون لسراياهم: قد قتلوا وهزموا.
لنغرينك بهم قال : لنسلطنك عليهم، والمعنى: أمرناك بقتالهم حتى تقتلهم وتخلي عنهم المدينة، وهو قوله: ابن عباس ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا أي: لا يساكنوك في المدينة إلا يسيرا حتى يهلكوا.
ملعونين مطرودين مبعدين عن الرحمة، أينما ثقفوا وجدوا وأدركوا، أخذوا وقتلوا تقتيلا أي: الحكم فيهم هذا على جهة الأمر به.
سنة الله في الذين خلوا من قبل قال : سن الله في الذين ينافقون الأنبياء ويرجفون بهم أن يقتلوا حيث ما ثقفوا، ولا يبدل الله سنته فيهم، وهو قوله: الزجاج ولن تجد لسنة الله تبديلا هكذا سنة الله فيهم إذا أظهروا النفاق.